خطبة الجمعة 15 ربيع الأول 1440: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: إيجابيات الخيال وسلبياته

ــــ (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) [النجم:28].
ــــ القدرة على التخيّل نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان، وجزء من قدرتنا على التعامل مع المواقف المعقدة، وابتكار الحلول أو الوسائل التي تخدمنا في الحياة.
ـــــ فالإبداع في العلوم، والصناعة، والتجارة، والفِكر، والأدب، والفن، وغير ذلك إنما هو من نتاج الخيال البشري.. وهناك عدد ملحوظ من الابتكارات العلمية كانت جزء من الخيال العلمي.
ــــ وللخيال فوائد أخرى عديدة.. فالأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية، على سبيل المثال، يُعالَجون طبياً من خلال توظيف اللعب والخيال لمساعدتهم على التأقلم مع الحياة.
ـــ حتى بالنسبة إلى الكبار، يتم توظيف القدرة على الخيال في معالجة القلق أو الفوبيا أو الاكتئاب مثلاً، حيث ينصح الأطباء مرضاهم بتخيل نهايات سعيدة، أو نتائج ايجابية، أو أماكن هادئة وأمثال ذلك.
ــــ وفي المقابل، هناك آثار سلبية للخيال.. فالظن السيء بالإنسان البريء يكون في بعض الأحيان نتاج الخيال.. والرؤى الباطلة في المنامات والتي يُرتِّب عليها الإنسان آثاراً عملية ضد مصلحته أو مصلحة الآخرين، هي نتاج نوعٍ من الخيال..
ــــ بل قد يكون الخيال سبباً من أسباب انحراف الإنسان، فكرياً وسلوكياً.
ــــ فالخرافة من نتاج هذه القدرة البشرية.. وعادة ما تستتبع الخرافة سلوكاً خاطئاً، ولا تتوقف عند حد الفكرة، وهو ما يزيد من سلبيّتها، بل ومخاطرها أحياناً.
ــــ وللإسلام موقف واضح وحاد من الخرافة، وسأتحدث في الخطبة الثانية بإذن الله عن هذه النقطة، وكيف واجه النبي الأكرم (ص) والإمام الصادق (ع) الخرافة.