خطبة الجمعة 1 ربيع الأول 1440: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: الخطوط العامة للشريعة الإسلامية

(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف:157].
ـــــ حددت الآية الشريفة الخطوط العامة التي تميّز الشريعة الإسلامية التي جاء بها النبي (ص) وتتمثّل في نقاط ثلاث:
1. الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر: (يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ)، فليس هناك عمل يأمر به الإسلام، إلا وهو خاضعٌ لعنوان المعروف والخير والانسجام مع الفطرة.. وليس هناك عمل ينهى عنه الإسلام إلاّ وهو خاضعٌ لعنوان المنكر، أي الذي ينكره الناس في فطرتهم الإنسانية لنتائجه السلبية على حياتهم ولإضراره بهم على المستوى الفردي والجماعي.
2. (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ): فليس في ما أحلّه الله إلا الطيّب المفيد لأجسادهم وأرواحهم والمنسجم مع الذوق الإنساني... وليس في ما حرّمه الله إلا الخبيث الذي تعافه النفس، ويستقذره الذوق، ويضر بالإنسان.
ــــ وإذا كان بعض الناس يستطيبون بعض المحرّمات أو يعافون بعض المباحات، فلأنهم لا ينظرون إلا إلى الجانب السطحي من تلك الأمور، ولا يتطلّعون إلى أعماقها ليكتشفوا الجانب السلبي في الخبائث، والإيجابي في الطيبات.
3. (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ): فليس في الإسلام حكم يَثقل على الإنسان القيام به، وبما يفوق قدراته وطاقته. كما أنه رفع القيود التي فرضتها بعض الظروف لدى الأمم الماضية، حيث اقتضى الأمر الشدّة في التشريع. وبذلك كانت الشريعة الإسلامية شريعة التخفيف والتسهيل ورفع الحرج في كل أحكامها المتعلّقة بالفرد أو بالمجتمع.
إننا نؤمن بأن الإسلام من خلال مرتكزاته الإيمانية، وتشريعاته وقِيَمه، هو الدّين الذي يلتقي بالفطرة السليمة للإنسان، ويسعى لتحقيق سلام الحياة في كل قضاياها، وهو السبيل الذي أراد الله للسائرين فيه أن يحققوا من خلاله إنسانيتَهم، ليتحقق لهم الفلاح في الدنيا والآخرة.