خطبة الجمعة 1 شوال 1439: الشيخ علي حسن : الخطبة الثانية: مكتسبات شهر رمضان، أمانة

ـــ الحس الاجتماعي كان قوياً في شهر رمضان.. التراحم، والتزاور، والتصالح، والابتعاد عن الغيبة والنميمة، وتقديم المساعدة المالية للمحتاجين، وأمثال ذلك، كلها كانت فاعلة... وهذه من بركات شهر رمضان وغايات صيامه.
ــــ هذا الحس الاجتماعي يُراد له أن يبقى فاعلاً ما بعد الشهر.
ــــ فهذا الشهر كان بمثابة برنامج تدريبي على ذلك.. استشعرنا من خلاله جمال وحُسن أن نعيش السلام الروحي مع النفس، ومع الآخرين، وبما حقق لنا الراحة النفسية في هذا الإطار.
ـــ ومن المنطقي أن يكرِّر الإنسان التجربة الإيجابية ويحافظ عليها وينمّيها، وأن لا يعود إلى الوراء؛ وهي تجربة متناغمة مع أجواء الجنة: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ، وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ، لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ) [الحجر:45-48]. والنّصَب والتعب لا يقتصر على بذل الجهد في العمل، أو من خلال المرض مثلاً، بل يشمل نصب الحقد والحسد والنميمة والقلق وأمثال ذلك أيضاً.
ــــ فلنتفكر قليلاً بعد أن مضى هذا الشهر الكريم في مكاسبنا التي لا تقتصر على الثواب ومحو السيئات، بل في التغيير الإيجابي الذي تحقَّق في جانب منه في ما يمسّ أخلاقَنا وسلوكياتِنا وأفكارَنا ومشاعرَنا، لنحافظ عليها وننمّيها، بما يحقِّق لنا ولمجتمعاتنا الأمن والسلام والطمأنينة والقوة في الحياة، وليكامل بها صورةَ التقوى التي أراد الله أن تكون الغاية الكبرى للصيام في هذا الشهر العظيم.
اللَّهُمَّ اسلَخْنَا بِانْسِلاَخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَايَانَا، وَأَخْرِجْنَا بُخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئاتِنَا وَاجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ وَأَجْزَلِهِمْ قِسَمَاً فِيـهِ وَأَوْفَـرِهِمْ حَظّاً مِنْـهُ... يا رب العالمين.