خطبة الشيخ علي حسن حول الشفاعة


آلقيت الخطبة في ٧ آغسطس ٢٠٠٩
قال تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (البقرة:48) ـ هل تتعارض الآية مع اعتقادنا بالشفاعة، وهو اعتقاد نابع من نصوص أخرى قرآنية؟ (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً)(طـه:109) وفي النبوي: (ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي). ـ الآية لا تنفيها من حيث المبدأ، ولكنها لربما تتحدث عن فهم خاطئ للشفاعة كان سائداً آنذاك، وهو اليوم سائد أيضاً، فهي لعلها تتحدث عن بعض الذهنيات التي تتصور أن القضية شخصية (زرت فلان معصوم فأكيد سيشفع لي، لأني ركّبته فضل) (أقمت مجلساً لفلان معصوم فضمنت شفاعته لأني بينت له مدى علاقتي به وحبي له) (ذبحت ذبيحة في يوم العاشر فضمنت آخرتي). فكأن الآية تقول: هذه ذهنية من يتعامل مع الملوك وليس مع الله ومع الشافعين، لأن علاقتنا بهم ليست شخصية، بل قائمة على أساس الدين، ولذا قال تعالى (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى)(الانبياء: من الآية28) وفسرها الإمام الرضا عليه السلام حيث قال: (إلا لمن ارتضى الله دينه). أي على الإنسان أن يهيئ الأرضية والمقدمات بالإيمان والتقوى والعمل الصالح أولاً