خطبة الجمعة 26 رجب 1439: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: من وصايا النبي الأكرم

في أمالي الصدوق عن الكناني، أي أبو الصبّاح إبراهيم بن نعيم العبدي نسبةً لبني عبد القيس الذين كانوا يقطنون الإحساء والقطيف وجزيرة البحرين والكويت الحالية والبصرة ونواحيها. قال النجاشي: (كان أبو عبداللّه (ع) يسمّيه الميزان، لثقته). قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد (ع): أخبرني عن هذا القول قول من هو؟ أسأل الله الإيمان والتقوى، وأعوذ بالله من شرِّ عاقبة الأمور، إنَّ أشرفَ الحديث ذكرُ الله، ورأسَ الحكمة طاعتُه، وأصدقَ القول وأبلغَ الموعظة وأحسنَ القَصص كتابُ الله، وأوثقَ العُرى الإيمان بالله، وخيرَ المِلل ملةُ إبراهيم، وأحسنَ السنن سنةُ الأنبياء، وأحسنَ الهَدي هديُ محمد (ص)، وخيرَ الزاد التقوى، وخيرَ العلم ما نفع، وخيرَ الهَدي ما اتُّبع، وخيرَ الغِنى غِنى النفس، وخيرَ ما ألقِي في القلب اليقين، وزينةَ الحديث الصدق، وزينةَ العلم الإحسان، وأشرفَ الموت قتلُ الشهادة، وخيرَ الأمور خيرُها عاقبة، وما قلَّ وكفى خيرٌ مما كثُرَ وألهى، والشقيَّ من شقي في بطنِ أمه، والسعيدَ من وُعِظ بغيره، وأكيسَ الكَيْسِ التُّقى، وأحمقَ الحُمقِ الفجور، وشرَّ الروايةِ روايةُ الكذب، وشرَّ الأمور محدَثاتُها، وشرَّ العَمى عَمى القلب، وشرَّ الندامةِ ندامةُ يومِ القيامة، وأعظمَ المخطئين عندَ اللهِ عز وجل لِسانُ كذّاب، وشرَّ الكَسب كسبُ الرِّبا، وشرَّ المأكل أكلُ مالِ اليتيم ظُلماً، وأحسنَ زينةِ الرجلِ السكينةُ مع الإيمان. ومَن يبتغِ السمعةَ يُسمِع اللهُ به) أي يفضحه (ومَن يعرف البلاءَ يَصبِرْ عليه) من يعرف حكمة البلاء في الحياة وكيفية التعامل السليم مع الظروف العصيبة التي يمرّ بها الإنسان فإنه يستطيع أن يصبر ويجتاز المحنة، وينال من عند الله أيضاً ثواب الصابرين (ومَن لا يَعرفْه يُنكره) فيتساءل: لماذا حلَّ بي كذا وكذا؟ لماذا أنا من بين الناس؟ وبالتالي فهو يستغرق في الألم والمصاب، ولا يُحسن التعامل مع الظرف العصيب، فيغرق في محنته ، ولربما يلجأ إلى ما هو محرّم كتعاطي المسكرات أو المخدِّرات ليغيب عن الوعي.. وفي نهاية المطاف يفشل في هذا الاختبار (والريب كفر، ومَن يستكبرْ يَضعْه الله، ومَن يُطع الشيطانَ يعصِ الله، ومَن يعصِ اللهَ يُعذبْه الله، ومَن يشكر الله يَزده الله، ومَن يَصبر على الرزية يُغِثْهُ الله، ومَن يتوكل على الله فحسبُه الله. لا تُسخِطوا الله برضا أحدٍ مِن خلقه، ولا تتقرّبوا إلى أحدٍ مِن الخلق بتباعُدٍ من الله عز وجل، فإنّ الله ليس بينَه وبينَ أحدٍ مِن الخلق شيء يُعطيه به خيراً أو يَصرِفُه به عنه السوء إلا بطاعته وابتغاءِ مرضاته، إنّ طاعةَ الله نجاحُ كلِّ خير يُبتغَى، ونجاةٌ مِن كلِّ شرٍّ يُتَّقى، وإنَّ الله يَعصِمُ مَن أطاعه، ولا يعتصمُ منه مَن عصاه، ولا يجدُ الهاربُ مِن الله مهرباً، فإنّ أمرَ الله نازلٌ بإذلالِه ولو كره الخلائق. وكلُّ ما هو آتٍ قريب، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، [تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ]؟ قال: فقال لي الصادق جعفر بن محمد (ع): هذا قول رسول الله (ص)).