خطبة الجمعة 9 جمادى الأولى 1439: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: اتقوا الله

في الخطبة برقم 161 من نهج البلاغة بعنوان: (ومن خطبة له عليه السلام في صفة النبي وأهل بيته وأتباع دينه وفيها يعظ بالتقوى): (ابْتَعَثَهُ بِالنُّورِ الْمُضِي‏ءِ، وَالْبُرْهَانِ الْجَلِيِّ، وَالْمِنْهَاجِ الْبَادِي، وَالْكِتَابِ الْهَادِي. أُسْرَتُهُ خَيْرُ أُسْرَةٍ، وَشَجَرَتُهُ خَيْرُ شَجَرَةٍ، أَغْصَانُهَا مُعْتَدِلَةٌ، وَثِمَارُهَا مُتَهَدِّلَةٌ. مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَهِجْرَتُهُ بِطَيْبَةَ، عَلَا بِهَا ذِكْرُهُ، وَامْتَدَّ مِنْهَا صَوْتُهُ..... أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَطَاعَتِهِ، فَإِنَّهَا النَّجَاةُ غَداً، وَالْمَنْجَاةُ أَبَداً. رَهَّبَ فَأَبْلَغ، وَرَغَّبَ فَأَسْبَغ، وَوَصَفَ لَكُمُ الدُّنْيَا وَانْقِطَاعَهَا وَزَوَالَهَا وَانْتِقَالَهَا. فَأَعْرِضُوا عَمَّا يُعْجِبُكُمْ فِيهَا، لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكُمْ مِنْهَا) لا تجعلوا قلوبكم متعلّقة بالدنيا إعجاباً بما فيها، فهي إلى زوال وليست ذات قيمة تُذكَر في الآخرة.
(أَقْرَبُ دَارٍ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، وَأَبْعَدُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ) فالاحتمالات كبيرة في أن يكون التعلق بها والانغماس فيها سبباً للمعاصي والعقاب الأخروي.
(فَغُضُّوا عَنْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ غُمُومَهَا وَأَشْغَالَهَا، لِمَا قَدْ أَيْقَنْتُمْ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا، وَتَصَرُّفِ حَالَاتِهَا. فَاحْذَرُوهَا حَذَرَ الشَّفِيقِ النَّاصِحِ، وَالْمُجِدِّ الْكَادِحِ، وَاعْتَبِرُوا بِمَا قَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ مَصَارِعِ الْقُرُونِ قَبْلَكُمْ، قَدْ تَزَايَلَتْ أَوْصَالُهُمْ، وَزَالَتْ أَبْصَارُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ، وَذَهَبَ شَرَفُهُمْ وَعِزُّهُمْ، وَانْقَطَعَ سُرُورُهُمْ وَنَعِيمُهُمْ. فَبُدِّلُوا بِقُرْبِ الْأَوْلَادِ فَقْدَهَا) كانوا يعيشون بالقرب من أبنائهم، فإذا بهم قد ماتوا ورحلوا.
(وَبِصُحْبَةِ الْأَزْوَاجِ مُفَارَقَتَهَا) وهكذا فارقوا الدنيا فانتهت علاقتهم بأزواجهم.
(لَا يَتَفَاخَرُونَ، وَلَا يَتَنَاسَلُونَ، وَلَا يَتَزَاوَرُونَ، وَلَا يَتَحَاوَرُونَ. فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ حَذَرَ الْغَالِبِ لِنَفْسِهِ) الذي يجاهد نفسَه عن الحرام.
(الْمَانِعِ لِشَهْوَتِهِ) أي المسيطر عليها بحيث لا تقوده لفعل الحرام.
(النَّاظِرِ بِعَقْلِهِ) فهو يزن الأمور ويتعقّلها قبل أن يُقدم عليها أو يتركها.
(فَإِنَّ الْأَمْرَ وَاضِحٌ، وَالْعَلَمَ قَائِمٌ، وَالطَّرِيقَ جَدَدٌ) مستوي ليس به تعرّجات.
(وَالسَّبِيلَ قَصْدٌ) قويم ليس به اعوجاج.
اللهم اهدنا سواء الصراط ووفقنا لما تحب وترضى.