خطبة الجمعة 21 صفر 1439: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: المسيرة الأربعينية

ـــ عن عليِّ بن ميمون الصّائغ عن أبي عبدالله (ع) قال: (يا عليُّ، زُرِ الحسين(ع) ولا تَدَعْهُ. قال: قلت: ما لِمَن أتاه مِن الثّواب؟ قال: مَن أتاه ماشياً كتبَ الله له بكلِّ خُطْوَةٍ حَسَنةَ، ومحىُ عنه سيِّئةً، ورفع له درجةً).
ـــ بغض النظر عن كل الأسئلة التي تطرح حول البعد التاريخي والشرعي لمسيرة الأربعين الحسينية، وحول الأهداف الموجو تحققها من خلال المشي لأيام حتى بلوغ كربلاء، أصبحت مسيرة (المشّاية) حدثاً مبهراً للعالم كله، حيث يزحف الملايين من الناس في وقت واحد نحو كربلاء الحسين (ع).
ــــ ولابد من تسجيل بعض الملاحظات بهذا الخصوص:
1ـ على مستوى توظيف الحدث: ذكرت مِن قبلُ أنَّ طموحنا يفوق الجانب البرتوكولي للمسيرة.. المضايف.. الإطعام.. الخدمات اللوجستية.. وأمثال ذلك.
ـــ فمن الضروري الاستفادة من هذه الفرصة في توعية الجماهير سواء فيما له علاقة بالقضية الحسينية أو بصورة أشمل.
ــــ بالطبع هناك بعض الجهود المتعلقة بإقامة صلاة الجماعة، والتوعية الشرعية، إلا أن هذا المقدار غير كاف ولابد من تطوير ذلك.
ــــ وهناك الكثير من المفاهيم الفكرية، والأخلاقية، والروحية، والشرعية التي يمكن طرحها والتركيز عليها انطلاقاً من أحداث وأجواء ودوافع هذه المسيرة، من قبيل: أثر الولاء على سلوك الإنسان، الكرم، الإيثار، التضحية، حب الخير، النظام، تقدير الوقت، التواضع، وغير ذلك.
ــــ هذا العمل الرسالي يحتاج إلى استعداد مُسبق، وتطوير لجان، وتنسيق، ورصد موازنات، وغير ذلك... والحدث الذي يحتضن ملايين الناس في مكان محدد وزمن محدَّد يستحق مثل هذا الجهد.
2ـ لابد من حفظ المسيرة الأربعينية: من الخرافات والممارسات اللامسؤولة التي قد يسعى البعض عن عمد أو جهل إلى إقحامها كما فُعل من قبل بالشعائر الحسينية.
ـــــ فقد أدّى التراخي في مواجهتها إلى تثبيتها وشرعنتها، حتى بات مجرد توجيه النقد لها بل والتساؤل عن مشروعيتها خطاً أحمر وجريمة كبرى عند البعض.
3ـ تسويق هذا الحدث الكبير إعلامياً: وعلى مستوى عالمي.. وللأسف فإن التغطية الإعلامية وعمل البرامج الوثائقية التي تُقدِّم هذا الحدث السنوي بصورة جذّابة بأبعاده التاريخية، والثقافية، والدينية، والإنسانية، والأخلاقية، وبما يتناسب مع مختلف الثقافات، يعتبر أمراً شبه مفقود.
ـــ لا أقول أن الخبر لا يُنقَل عالمياً، ولكن من المهم جداً تقديم هذا الحدث بالصورة التي نريدها نحن، وبالرسالة التي يجب أن نقدّمها للناس، وبلغة العصر وأدواته.
ـــ هذا الحدث المهيب يجب أن يُقدَّم من خلال التحديات التي مرَّ بها تاريخياً منذ العهد العباسي مروراً بعهد الحكم الصدّامي، ومساعي الإرهابيين وجرائمهم التي لم تُثنِ الزائرين عن هدفهم، بل واعتبرها المؤمنون بالقضية الحسينية تحدياً لهم، فزادهم إيماناً وعزماً.
ـــ ختاماً ندعو الله عزوجل بقبول الأعمال الخالص لوجهه، وأن يحفظ الزائرين ومَن هم في خِدمتهم من شرور الإرهابيين، وأن يعيدهم جميعاً سالمين مأجورين بإذنه إنه سميع مجيب.