خطبة الجمعة 16 محرم 1439: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: العقيلة العالِمة
ــــ تتردَّد عند الحديث عن العقيلة زينب (رض) عبارات الثناء على عِلمها، إلا أنه عادةً ما تنقصنا الشواهد التي تدعم هذه المقولة. و سأقدِّم في هذه الخطبة بعضاً منها وبشكل مختصر وسريع.
1ـ قال السيد الخوئي: (روت عن أمها سلام الله عليها، وروى عنها جابر. الفقيه: الجزء 3، باب معرفة الكبائر، الحديث 1754، وروى عنها عباد العامري).
ــــ ومن بين رواياتها عن الزهراء (ع)، الخطبة المشهورة التي ألقتها في المسجد النبوي بعد وفاة النبي (ص)، والمعروفة بالخطبة الفدكية، ورواها عنها الإمام زين العابدين(ع)، وابنه زيد الشهيد، وعبدالله بن عباس.
ــــ وقد أشار ابن أبي الحديد المعتزلي إلى أسانيد الخطبة نقلاً عن أبي بكر الجوهري، وذكر أنها تنتهي إلى السيدة زينب.
ــــ ولنلاحظ أن الزهراء (ع) توفيت والسيدة زينب في السادسة من عمرها، وهذا يدل على فطنتها، وقوة حافظتها، وحرصها على تحمّل المسؤولية في هذا المشهد العصيب.
ـــ وذكر أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين أن خطبة الزهراء رويت بسندٍ عن ابن عباس عنها، قال: (والعقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك، فقال: حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي).
2ـ وروت كذلك بحسب ما ذكر بعض أهل الاختصاص عن أبيها علي(ع)، وعن أخويها الحسنين (ع)، وعن السيدة أم سلمة زوج رسول الله(ص)، وعن أم أيمن، وعن أم هانيء بنت أبي طالب، وعن أسماء بنت عميس زوجة جعفر الطيار وأم زوجها عبدالله.
3ـ روى عنها عدد من أهلها ومن الصحابة والتابعين، فقد ذكرنا جابراً الأنصاري، وعبدالله بن عباس، وعباداً العامري، والإمام زين العابدين، وزيداً ابنه، وروى عنها عبدالله بن جعفر، وفاطمة بنت الحسين الصغرى، ومحمد بن عمرو الهاشمي، وعطاء بن السائب، وغيرهم.
ـــ لقد كانت العقيلة زينب (رض) بالإضافة إلى شخصيتها البطولية التي تجلّت في المواقف العديدة بعد عاشوراء، كانت العالِمة التي حمَلت وأدّت شيئاً من علمِ جدِّها رسول الله وأبيها علي وأمِّها الزهراء وأخويها سيدي شباب أهل الجنة.. فأية سلسلةٍ من العِلم مباركةٍ هذه؟! إنها كَالشَجَرَةِ الطَيِّبَة، أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا.. فسلامٌ على هذه الشجرة المباركة، وأنفِعنا اللهم بها علماً وعملاً إنك أنت السميع العليم.