خطبة الجمعة 9 محرم 1439: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: من خطب الإمام الحسين (ع)

ـــــ في تاريخ الطبري ضمن أحداث سنة 60 للهجرة: (قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ، إِنَّ الْحُسَيْنَ خَطَبَ أَصْحَابَهُ وَأَصْحَابَ الْحَرِّ بِالْبَيِضَةِ) منطقة تقع في محافظة المثنى جنوب العراق قريبة من بلدة السلمان (فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا الناس، إنَّ رَسولَ اللهِ (ص) قَالَ: [مَنْ رَأَى سُلْطَانًا جَائِرًا مُسْتَحِلاً لِحُرَمِ اللَّهِ، نَاكِثًا لِعَهْدِ اللَّهِ، مُخَالِفًا لِسُنَّةِ رَسُولِ الله، يَعْمَلُ فِي عِبَادِ اللَّهِ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيْهِ بِفِعْلٍ وَلا قَوْلٍ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مُدْخَلَهُ]. أَلا وَإِنَّ هَؤُلاءِ قَدْ لَزِمُوا طَاعَةَ الشَّيْطَانِ، وَتَرَكُوا طَاعَةَ الرَّحْمَنِ، وَأَظْهَرُوا الْفَسَادَ، وَعَطَّلُوا الْحُدُودَ، وَاسْتَأْثَرُوا بِالْفَيْءِ، وَأَحَلُّوا حَرَامَ اللَّهِ، وَحَرَّمُوا حَلالَهُ، وَأَنَا أَحَقُّ مَن غَيَّر. قَدْ أَتَتْنِي كُتُبُكُمْ، وَقَدِمَتْ عَلِيَّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ، أَنَّكُمْ لا تُسْلِمُونِي وَلا تَخْذَلُونِي، فَإِنْ تَمَمْتُمْ عَلَى بَيْعَتِكُمْ تُصِيبُوا رُشْدَكُمْ، فَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عليّ، وابنُ فاطمِةَ بنتِ رَسولِ اللهِ (ص)، نَفْسِي مَعَ أَنْفُسِكُمْ، وَأَهْلِي مَعَ أَهْلِيكُمْ، فَلَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ.) أي مصيرنا واحد في هذه الحركة ولن أتخلّى عنكم، لا بنفسي ولا بأهلي (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَنَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ، وَخَلَعْتُمْ بَيْعَتِي مِنْ أَعْنَاقِكُمْ، فَلَعَمْرِي مَا هِيَ لَكُمْ بِنُكْرٍ، لَقَدْ فَعَلْتُمُوهَا بِأَبِي وَأَخِي وَابْنِ عَمِّي مُسْلِمٍ، وَالْمَغْرُورُ مَنِ اغْتَرَّ بِكُمْ. فَحَظَّكُمْ أَخْطَأْتُمْ، وَنَصِيبَكُمْ ضَيَّعْتُمْ، وَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ، وَسَيُغْنِي اللَّهُ عَنْكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. وقَالَ عقبة بن أبي العيزار: قامَ حُسينٌ (ع) بِذي حُسَم، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إنَّه قَدْ نَزلَ مِن الأمرِ مَا قَدْ تَرون) يشير بذلك إلى انقلاب الأوضاع في الكوفة ومقتل مسلم وهانيء وابن يقطر ومواجهة الحر والقوة العسكرية تحت إمرته (وإنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغيَّرَت وتَنكَّرَت، وأدبَرَ معروفُها واستمَرَّت جِداً) قد يكون من المرورة (فَلم يَبقَ مِنها إلا صَبابةٌ كَصبابَةِ الإنَاءَ، وخَسيسُ عَيشٍ كالمَرعى الوَبيلِ. أَلا تَرونَ أنَّ الحَقَّ لا يُعمَل بِهِ، وأنَّ البَاطِلَ لا يُتناهَى عَنه! ليَرغَبَ المؤمنُ فِي لِقاءِ اللَّهِ مُحِقّاً، فإنِّي لا أَرَى المَوتَ إلا شَهادةً، وَلا الحياةَ معَ الظَّالمينَ إلا بَرَماً]. وفي تحف العقول أنه أضاف بعد ذلك قوله: (إنَّ الناسَ عبيدُ الدُّنيا والدِّينُ لَعِقٌ علَى ألسِنَتِهِم، يَحوطونَهُ ما دَرَّت مَعائِشُهُم فإذا مُحِّصُوا بِالبلاءِ، قَلَّ الدَّيَّانُون).
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين جميعاً ورحمة الله وبركاته.