خطبة الجمعة 14 رمضان 1438: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: اللهم وفقني للخير

جاء في دعاء الإمام زين العابدين (ع) في الصحيفة السجادية تحت عنوان: (وكان من دعائه (ع) في مكارِمِ الأخلاق ومرضِيِّ الأفعال: اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَبَلِّغْ بِإيْمَانِي أكْمَلَ الإِيْمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إلَى أَحْسَنِ النِّيَّـاتِ، وَبِعَمَلِي إلى أَحْسَنِ الأعْمَالِ... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاكْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الاهْتِمَامُ بِهِ) أحياناً يتفاجأ الإنسان بقضايا وأمور تربك أوضاعه، وتُشغِله عما يُصلِح حاله، وعن السعي في الغايات الدنيوية والأخروية التي لأجلها خلقه الله.. اللهم جنّبني ذلك، كي أستطيع السيطرة على أحاسيسي، ولئلا تضطرب نفسيتي، ولأحافظ على تركيز تفكيري، فأكون الإنسان المنتج للخير على مستوى الفكرة والكلمة والعطاء والعمل.
ـــ (وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ) وما أكثر الملهّيات والأمور التافهة التي تستغرق أوقات الإنسان، ثم لا يجد لها ثقلاً ولا وجوداً في ميزان الحساب الأخروي، فيقع أسير الحسرة والندامة، ويتمنى لو يعود إلى الحياة الدنيا من جديد ليملأ تلك الأوقات الضائعة بما له مردود في الآخرة، صلاةً، وتلاوةً لكتاب الله، وخدمةً للناس، ومساعدةً للمحتاج، وأمراً بالمعروف، وأمثال ذلك.
ـــ (وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ، وَأَغْنِنِي وَأَوْسِعْ عَلَىَّ فِي رِزْقِكَ) فالفقر قد ينقضّ على الإنسان فيشل تفكيره ويعطّل حركته، ويدفعه إلى الكفر بالقِيَم والتمرد عليها، بل والكفر بالله ومعصيته. ولكن في نفس الوقت يا رب: (وَلاَ تَفْتِنِّي بِالنَّظَرِ) اللهم لا تجعلني مصاباً بالعجب من خلال سعة الرزق.
ـــ (وَأَعِزَّنِي، وَلا تَبْتَلِيَنِّي بِالْكِبْرِ) فإن الإنسان إذا امتلك أسباب العزة والقوة والامتداد في المجتمع، فإنه سيكون معرّضاً للتكبر والطغيان. وحقيقة إيمان وتقوى الإنسان الذي يمتلك أسباب القوة المادية والمعنوية، أو زيفهما، تتجلى من خلال عدم سقوطه في أوحال الكبر والطغيان.
ـــ (وَعَبِّدْنِي لَكَ، وَلاَ تُفْسِدْ عِبَادَتِي بِالْعُجْبِ، وَأَجْرِ لِلنَّاسِ عَلَى يَدَيَّ الْخَيْرَ، وَلا تَمْحَقْهُ بِالْمَنِّ، وَهَبْ لِي مَعَالِيَ الأَخْلاَقِ، وَاعْصِمْنِي مِنَ الْفَخْرِ) يا رب، أعنّي على أن أكون الإنسان المتواضع حقيقةً مع كل ما أمتاز به من علم، وتوفيق للعبادة، وغنىً مادي، ومحبوبية عند الناس.
ـــ (اللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلا تَـرْفَعْنِي فِيْ النَّاسِ دَرَجَـةً إلاّ حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَهَا، وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّاً ظَاهِرَاً إلاّ أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً بَاطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِهَا).