رغبة الشاب في فهم الدين: الشيخ محمد تقي فلسفي

إنَّ طلب الدين يعتبر من الرغبات الفطرية للإنسان، وهو رغبة تصحو في أعماق الإنسان عند البلوغ، شأنها شأن الكثير من الرغبات الفطرية التي تكمن في أعماقه. وللشاب رغبة ماسّة وطبيعية في فهم شؤون الدين، فتراه يصغي بكل أحاسيسه وبملءِ إرادته إلى الخطب والمواعظ الدينية.
رغبة الشباب في الإسلام:
عندما خرج الرسول الأكرم (ص) شاهراً دعوته بين الناس في مكة، دبّت فورة عظيمة بين جيل الشباب، فتجمّعوا بدافع ميولهم الفطرية حول الرسول (ص) ينهلون من معين أحاديثه الشريفة، وقد أثار هذا الأمر خلافات شديدة بين الشباب وأسرهم، ودفع بالمشركين إلى الإحتجاج على ذلك عند الرسول الأكرم (ص).
غذاء الروح:
لقد بلغت دعوة النبيّ محمّد (ص) أسماع كل الناس من رجال ونساء، وشيوخ وشباب، إلا أنَّ الشباب كانوا أكثر تأثراً بهذه الدعوة واندفاعاً لها، لأن وثوب الحسّ الديني لديهم خلال مرحلة البلوغ، جعلهم متعطشين لتعلّم فضائل الإيمان والأخلاق، ولهذا كان كلمات الرسول الأكرم (ص) تنزل في نفوسهم كالماء السلسبيل، كما أنها كانت بالنسبة لهم بمثابة غذاء للروح، دون غيرهم من الشيوخ والطاعنين في السن.
فلما أوفد الرسول الأكرام (ص) مصعب بن عمير إلى المدينة، ليعلّم أهلها قراءة القرآن، وينشر بينهم التعاليم والمعارف الإسلامية، كان الشباب أول من قبل دعوته، حيث أبدوا رغبة شديدة في تعلّم قراءة القرآن واكتساب التعاليم الإسلامية.
إن الرغبة الطبيعية في الإيمان والأخلاق التي وجدت في أعماق الإنسان بمشيئة الله وقدرته الحكيمة، والتي تبرز في أوج أزمة البلوغ على شكل وثوب في الحسّ الديني، هل أفضل القواعد لتربية جيل الشباب وأكثرها قوة.
وينبغي على المربّين الأكفاء، استغلال هذه الرغبة الفطرية والدافع الروحي، وترتيب برامجهم التربوية على أساسها، بما يكفل بقاءها حيّة في ضمير الشاب.
الإنقياد لقانون الخلقة:
إنَّ عمل الشباب وسعيهم لإرضاء رغباتهم الإيمانية والأخلاقية، يدخل في إطار انقيادهم لقانون الخلقة واتّباعهم لنظام التكوين. والتربية التي تكون منسجمة مع نداء الفطرة، وقائمة على أركان الرغبات والميول الطبيعية، تكون تربية قوية وثابتة، تحقق للإنسان هناءه وسعادته.
وهذه الرغبات التي تصحو في ضمير كل إنسان عند البلوغ، تعتبر ثروة من ثروات الشباب التي لا تقدّر بثمن، وتؤدي كل منها دوراً كبيراً في تربية جيل الشباب. والمربّون الأكفّاء هم الذين يستفيدون من جميع هذه الرغبات خير استفادة، ويعملون على هداية وتوجيه كل منها في مسارها السليم. ولكن توجّه علماء النفس والتربية ينصب بشكل دقيق على مسألة مهمة، وهي، من أين ينطلقون في تربية الشباب؟ وأي رغبة من الرغبات يضعونها ضمن أولويات برامجهم التربوية؟
فترة الفرصة:
"يقول موريس دبس أستاذ جامعة ستراسبورغ: ثمة فرصة تتوسط المرحلة التي يعي فيها الشباب اليافع قيمته الذاتية، والمرحلة التي يدرك فيها القيم الإجتماعية، ينبغي الإستفادة منها لتربية الشباب وتعليمهم، واختيار ما من شأنه أن يشمخ بشخصية الشاب ويرفع من معنوياته، من القيم الأخلاقية والإنسانية المتنوعة الكثيرة. ومما لا شك فيه أنَّ نفسية الشاب ستتكيّف حسب القيم التي أحاطت به.
وهنا سؤال يطرح نفسه قسراً، أي القيم يجب اختيارها؟، وأيّها ينبغي تقديمها على الاخريات؟
بداية التربية:
الدين الإسلامي أجاب بكل صراحة على هذا السؤال، حيث أكد على ضرورة الإهتمام بالرغبة الدينية وتقديمها على غيرها من الرغبات في البرنامج التربوي الخاص بالشباب. فبالرغم من اهتمام الإسلام بسائر الرغبات الطبيعية لدى الشباب، والتأكيد على إرضاء كل منها في موقعها الصحيح وبالمقدار السليم، إلا أنه يقدّم على سائر الرغبات الأخرى، ويبدأ منهاجه التربوي انطلاقاً من إرضاء رغبة المعرفة الفطرية والضمير الأخلاقي.
إن الإسلام بمنهجه الرامي إلى تعزيز روح الإيمان والأخلاق في أعماق الشاب اليافع، إنّما يدفعه نحو الفضيلة وعبادة الله الواحد الأحد، ويجعله إنساناً بكل ما في الكلمة من معنى، ويعدّه إعداداً سليماً ليحيا حياة شريفة كريمة مقرونة بالإيمان الإلهي والسجايا الأخلاقية.
كبح الغرائز:
إنَّ لتعليم الشاب أحكام الدين وشرائعه، وكذلك تعزيز روح الإيمان والأخلاق في نفسه، وأثرين كبيرين، الأول: إرضاء الحسّ الديني الفطري لدى الشاب، والثاني: جعل هذا الحس قادراً على كبح سائر الرغبات الطبيعية والغريزية في أعماق الشاب، والحؤول دون تمرّدها وطغيانها، وذلك لإنقاذه من الضلالة والإنحراف.
قال تعالى: (لقد خَلَقنا الإنسانَ في أحْسَنِ تَقْويم ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلينَ إلا الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون).
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن صورة، وبث في أعماقه رغبة المعرفة وقدرة التمييز بين الخير والشر. ولكن ما يبعث على الأسف أنَّ معظم الناس ينجرفون نحو الرذيلة والإنحطاط الخلقي والأخلاقي، بسبب عدم اهتمامهم بنداء الفطرو وإفراطهم في الإذعان لغرائزهم وأهوائهم النفسية، أمَّا الذين يستجيبون لنداء الفطرة، ويسعون إلى إرضاء رغبتهم الإيمانية والأخلاقية إلى جانب رغباتهم الأخرى، مَنهُم السعداء دون غيرهم.
الرغبة الجامحة:
مع حلول فترة البلوغ، تصحو رغبة المعرفة والحسّ الديني في أعماق الشباب، وتجعلهم يندفعون إلى تعلّم المسائل الدينية. وهذه الرغبة الفطرية تكون في سنيّ البلوغ جامحة وقوية، لكنها سرعان ما تخفّ وتصبح مجرد رغبة عادية بانتهاء هذه المرحلة.
مقدمة كتاب التربية:
لقد تعمّق الإسلام ضمن برنامج التربوي لجيل الشباب في اهتمامه بوثبات الحس الديني والرغبات الدينية الجامعة التي تصحو عادة في نفوس الشباب خلال مرحلة البلوغ. وقد بدأ اهتمام الإسلام بهذه الفرصة القصيرة والثمينة جداً جليّاً، حينما اعتبرها بمثابة مقدمة لكتاب يحمل عنوان "تربية الشاب".
لقد عمل الإسلام على تنظيم برنامج تنمية روح الإيمان والأخلاق، الذي يعتبر ركناً مهماً من أركان تربية الشباب، وفق ميلوهم ورغباتهم الفطرية وعلى أساس العرض والطلب، فإذا طلب الشاب المعرفة الدينية أثناء فورة البلوغ، وشعر بحاجة إلى تعلم أمور الدين، فإنه يجد الغرض عند أولياء الله سلام الله وصلواته عليهم أجمعين، الذين لم ينطقوا إلا دُرراً، ولم يتفوّهوا إلا دروساً عظيمة، حيث أوصوا الإنسان لاسيما الشاب بتعلم قراءة القرآن والإلتزام بأحكام الإسلام وشرائعه واجتناب المعاصي والإتيان بالأوامر الإلهيّة.
الآباء المهملون:
وفي هذه المسيرة التربوية لا يمكن أن نغفل عن مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم، فهم ملزمون بتعليم أبنائهم وتشجيعهم على الفرائض الدينية، ليصنعوا منهم جيلاً مؤمناً مستقيماً. والآباء الذين يهملون هذه المسؤولية التربوية العظيمة، ويتجاهلون رغبة أبنائهم في المعرفة الدينية والإيمانية، أشار إليهم الرسول الأكرم (ص) بأصابع اللوم، وأكد على البراءة منهم.
روي عن النبي (ص) أنه نظر إلى بعض الأطفال فقال: ويلُ لأولادِ أخر الزَّمان منْ آبائهِمْ. فقيلَ: يا رسولَ الله من آبائهمُ المُشْركينَ، فقال: لا، من آبائهم المؤمنين لا يُعَلمونهم شيئاً من الفرائض وإذا تعلمَ أولادُهُم منعُوهُم ورضوا عنهُمْ بِعَرضٍ يسيرٍ من الدُّنيا، فأنا مِنْهُم بريءٌ وهمْ منّي بُراءُ.
أول فرصة:
ولكي نعمّق من أثر المعارف الدينية في ضمائر الشباب، ينبغي علينا أن نستغل أو فرصة تتاح لنا، ونبدأ بتلقين أبنائنا العلوم والمعارف الدينية ما أن نلمس وثوب الحسّ الديني في أعماقهم، وهذا ما يؤكده أولياء الله عليهم أفضل الصلاة والسَّلام.
ركيزة اطمئنان القلب:
الإيمان بالله قادة قوية لسعادة الإنسان.
والإيمان بالله مصدر حقيقي لقوة الإنسان وثقته بنفسه.
والإيمان بالله ركيزة صلبة لراحة النفس وسكونها.
قال عزّ من قائل: (ألا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ) [الرعد: 28].
قوة الإيمان:
إنَّ الأحداث الذين ترعروا منذ بداياتهم وسط جوّ من الإيمان، وباتت قلوبهم مفعمة بالإيمان بالله جلّ وعلا، وعملوا على إرضاء رغباتهم الدينية، لا يمكن أن يستسلموا لمشاكل الحياة وصعابها، بل هم قادرون بفعل إيمانهم على تحدّي كل ما يعترضهم في مسيرتهم الحياتية من صعاب، والتغلّّب عليها.
"يقول وليم جميس أخصائي في علم النفس الحديث وأستاذ الفلسفة في جامعة هارفرد: إنَّ الإيمان هو واحد من قوى التي يستعين بها الإنسان في حياته، وفقدان الإيمان بالكامل يعني انهيار الإنسان".
"أما جون. بي. كايزل فيقول: لعل أكثر ما يؤلم في عدم الإيمان، هو أن المبتلى به يشعر وكأن الدنيا وما فيها باتت مملة غير مستقرة، في حين أن المؤمن يرى في الخلقة والحياة هدفاً لا يمكنه إثباته للآخرين".
"فالإيمان قلعة تقينا من أعاصير الحياة، وتحمينا من السقوط والإنهزام، وهو مقياس عظيم، إذا ما قسنا بواسطته كل شيء لأدركنا ضآلة وحقارة كل ما يسعدنا ويتعسا، فلن نعود ننثني أمام الشدّة ولن نغترّ ونضلّ أمام الفرج. فمن لا دين له أشبه ما يكون بالغريق الذي يتخبط في بحر من الشك والتردّد والحيرة، لا يمكنه أن يميّز بين الخير والشر، والضّار والمفيد، والصدق والكذب، ولا مستقرّ له على رأي أو عقيدة، ويعاني من صراع دائم مع الذات والطبيعة والناس".
حبّ النزاهة:
"يقول الدكتور كارل: ثمة رجال ونساء في جميع بلدان العالم يعتبرون أن الحياة لمجرد الحياة ليس هدفاً كافياً، وأن الحياة برأيهم ليست اسمى النعم والعطايا، توّاقون للجمال والنزاهة والعشق، ويرومون الوصول إلى الله".
"ولم تأت الفلسفة إلا بأجوبة سطحية على أسئلتهم، ولم يستطع سقراط ولا أفلاطون ولا غيرهما تهدئة الإضطراب الذي يشعر به الإنسان أمام سرّ الحياة".
إزالة الإضطراب:
"الدين فقط هو الذي استطاع أن يضع حلولاً لكل ما يدور في خلد الإنسان، وهو الذي استطاع أن يزيل الإضطراب الذي عاشه الإنسان على مدى قرون مضت إزاء أسرار الحياة، فالوعي الديني والتوجّه إلى الله والإيمان به، كل ذلك يقرّب الإنسان من قوة اليقين وراحة النفس".
إنَّ الإنسان بحاجة إلى توجيه صحيح وتربية سليمة لكي يسعد في حياته كإنسان واقعي. ومن هنا يتوجب على الآباء مراقبة أبنائهم خلال الفترة الواقعة بين عهد الطفولة والصّبا وعهد البلوغ والشباب، والإهتمام بتربيتهم تربية صالحة، وعليهم أن يسعوا إلى تعليم فلذات أكبادهم عوامل الخير والشر، وتشجيعهم على تحمّل المسؤوليات، وهذه المسؤوليات التربوية تؤكد لزوميتها جميع المذاهب والأديان السّماوية وتقرّها كافة المناهج العلمية والتربوية في العالم، مع وجود فارق واحد بينها، وهو أنَّ المذاهب والأديان السماوية تؤكد ضرورة الإيمان بالله كقاعدة رئيسية وشرط أساسي في برنامج التربية وتطبيق المُثل الأخلاقية.
التربية من دون إيمان:
أمَّا المراكز والمؤسسات التربوية، فجميعها إما تلتزم الصمت حيال مسألة الإيمان بالله، وإما تحذو حذو الماديين في تأييد تطبيق التربية دون أن يكون للإيمان فيها أساس أو وجود. ومسألة التأكيد على أهمية الإيمان في التربية امتازت بها جميع الرسالات السماوية عن العقائد البشرية.
فأتباع الأنبياء والرسول يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى هو خالق الكون، وهو الذي خلق الإنسان بإرادته الحكيمة، وبث في أعماقه روح الإيمان والأخلق، وحدّد له معالم الخير والشر، لذا فهم يؤمنون بأن التمسك بالإيمان والأخلاق، طاعة لأوامر الله تبارك وتعالى.
وليد الصدفة:
أمَّا المادّيون وأتباعهم فيعتقدون بأن الكون وليد تطورات وتفاعلات خضعت لها المادة، وأنَّ الإنسان وما يحمله في أعماقه من ضمير أخلاقي، إنّما هو وليد صدفة حصلت في الطبيعة، لذا فلا معنى للقيم الأخلاقية برأي هؤلاء حتى يلزموا أنفسهم باتباعها، ويغضّوا الطرف عن ميولهم وغرائزهم احتراماً لها.
"إنَّ الإحساس يسبق المنطق دئماً في تحريك الإنسان في أي سنّ كان، وإذا ما اقتنع الإنسان بأن كل ما في الحياة من قوانين رغم صعوبتها، إنما هي من مشيئة الله سبحانه وتعالى، لامتثل للطاعة بمزيد من الرغبة والإندفاع. وقد أثبتت التجربة أن انقياد الإنسان لشخص واحد أفضل بكثير من انقياده لمبدأ معين. وإذا ما نظر الفرد إلى قوانين الحياة وسننها واستمرار النسل وسموّ النفس على أنها منبثقة من إرادة الله، لازداد قوة ونفوذاً في الحياة".
الطريق إلى السعادة الأبدية:
يعتقد أتباع الرسالات السماوية أن ما جاء به أنبياء الله من تعاليم أخلاقية، إنما هي أوامر من عند الله تبارك وتعالى يجب على كل الناس الإقتداء بها، لأنهم يؤمنون بأن إطاعة أوامر الرسل والأنبياء، وتسرّ الله سبحانه وتعالى، وتبعث على سعادة الإنسان، وأن عدم إطاعة هذه الأوامر تغضب الله وتشقي الإنسان في حياته. ومن هذا المنطلق، يندفع أتباع الرسالات السماوية نحو الإلتزام بالأحكام والتعاليم الدينية، وتطبيقها عملياً في حياتهم. أما أتباع المدارس الوضعية فيقتدون بأن الفكر البشري هو الذي سنّ هذه القوانين ووضع هذه التعاليم الأخلاقية، أي أنها من صنع الإنسان، وكيف يكون ذلك والإنسان معرّض دائماً للخطأ؟، بل كيف يمكنه ذلك وهو الذي لا يلبث أن يغيّر من مواقفه ومعتقداته تبعاً لإختلاف العوامل والظروف التي يعيشها؟.
الأخلاق وتعارضها مع الأهواء النفسية:
لربما عمل هؤلاء وفقاً للمناهج التربوية في الظروف العادية، لكنهم عندما يرون أنها تتعرض مع شهواتهم وأهوائهم النفسية، يتعمّدون تجاهلها ويتحركون في الطريق المعاكس تحقيقاً لميولهم ورغباتهم.
"يقول "لوكونت دونوي": إنَّ بعض العلمانيين من يتمتعون بجانب من الأخلاق يقولون: إنَّ لا حاجة لهم بالدين إذا استطاعوا تطبيق التعاليم والقوانين الأخلاقية، طالما أن إطاعة هذه القوانين تعتبر المشكلة الأساس. وهذه الفكرة الخاطئة إنّما هي نابعة من جهلهم لعلم النفس، لأن الإنسان يشكك على الدوام بكل قاعدة يجهل مصدرها. كما أن هذه الفكرة تعتبر دليلاً واصحاً على عدم إدراكهم لأساس المشكلة، فالهدف أن نجعل الإنسان يبني ذاته بذاته ليكتسب الخلق الفكري، لا أن نجبره على الإتيان بما يجسّد هذا الخلق، لأن عمل كل إنسان سيبقى مصطنعاً ومؤقتاً طالما أنَّه لم يعكس نموه الفكري وتكامله الباطني. إنَّ القواعد الأخلاقية إذا ما فُرضت على الإنسان فرضاً فإنها رغم قيمتها العملية لن تكون مؤثرة أمام النزوات الحيوانية".نقلا عن موقع البلاغ