خطبة الجمعة 20 محرم 1438: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: الإطار الطبيعي للعلاقة الزوجية


ـ أساس بناء العلاقة الزوجية في الإسلام قائم على ما جاء في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم:21].
ـ وفي قوله عزوجل: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء:19]... وفي قوله سبحانه: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) [البقرة:187].
ـ وبالتالي فمن المفترض أن يقوم الطرفان برسم معالم هذه العلاقة بما يتوافق مع هذه العناوين، وأن لا يخنقا العلاقة الزوجية في إطار ما يُعرف بمنظومة الحقوق والواجبات، وكأن العلاقة بينهما علاقة بين مدير وموظف، أو بين ضابط ومجند، أو بين حاكم ومحكوم.
ـ إذا أدخلا العلاقة في هذا الإطار الجاف الخالي من أي عواطف، فقد حكما على العلاقة الزوجية بالفشل الذريع، وتصبح الحياة الزوجية جسداً بلا روح.. فهل سيكون لهذه العلاقة أي طعم؟!
ـ وقد تتساءل: لماذا إذاً هناك منظومة الحقوق والواجبات بين الزوجين؟
ـ والجواب أن هذه المنظومة إنما وُضعت من أجل:
1ـ رسم معالم العلاقة في حدِّها الأدنى، حيث تبرز الخلافات بين الطرفين، وكل منهما يدّعي على الآخر الإهمال وعدم الالتزام بالمسؤوليات الخاصة به في إطار الحياة الزوجية، ولم يمكن إعادة بناء هذه العلاقة بشكل طبيعي قائم على ما جاء في الآيات السابقة.
2ـ كي يدرك كل طرف ما هو الحد الأدنى لما هو مطلوب منه فلا يتجاوزه في خلال بناء العلاقة الزوجية الطبيعية.
ـ وقد تتردّى العلاقة بين الزوجين بحيث لا يقوم أحدهما أو كلاهما بهذا الحد الأدنى أيضاً، ويصل الأمر إلى حد ما يُعرف باسم (النشوز).
ـ فما هو النشوز؟ وكيف يتحقق؟ وما أحكامه وسبل معالجته ومواجهته؟ هذا ما سأتحدث عنه في الخطبة الثانية بإذن الله تعالى.