خَـفْـقُ نَعـليْـكِ: دقَّاتُ قلبي الشيخ علي حسن غلوم

هذه كلمات رثاء في حق والدتي التي أصِبتُ برحيلها المفاجئ، إذ انتقلت إلى رحمة الباري عز وجل قبل عشرة أيام، وهي نفثات صدري المهموم بفقد العزيزة تغمدها الله بواسع رحمته:

أماه !
خَـفْـقُ نعليكِ: دقاتُ قلبي..
فكيف يحيى قلبي وقد غيّب الموتُ تلك الخفقاتْ ؟!
أماه !
أنفاسُـكِ: رُوحُ وجودي..
فكيف يستمر وجودي وقد تلاشت في القدَرِ تلك النَّسَماتْ ؟!
أماه !
حنانُكِ: سرُّ سعادتي..
فكيف يسعد قلبي وقد أهلْتُ على حنانِك الترابْ ؟!
أماه !
كلماتُكِ: وحيُ صبري..
فكيف يكون صبري ووحيُ كلماتكِ إلى السماء قد عَرَجْ ؟!
أماه !
أحضانُكِ: ترانيم عشقي..
فكيف يتغنى عشقي وقد ملأ أحضانكِ الجدث؟!
***
أماه !
أتذكرين هَجْرُكِ النوم لأنيني؟
فهل لي أن أئنَّ من جديد؟
لعلكِ تستيقظين..
سأئنُّ ما شئتِ..
سأبكي..
سأروي من دموعي كل الوجود..
لعلك تجيـبـين..
أماه !
مُدّي إليّ يدكِ لألثم ثنايها..
فكل ثَـنْيـَـةٍ منها تحكي قصةَ أمٍّ عاشت لتسقي أحبابها رحيق شبابها..
ولم تعرف السكون والراحة حتى أسلمَت النَّـفَـسَ الأخير..
***
أماه !
ما أقسى قلبي!!
لففتِني في القماط رضيعاً..
فكيف ضمَـمتُكِ بيديَّ في الكفنْ ؟!
أماه !
ما أقسى قلبي!!
وضعتِني في حِجرِكِ لتخففي آلامي..
فكيف وضعتُكِ على سطحِ المغتسَلْ ؟!
أماه !
ما أقسى قلبي!!
إذا ارتعبتُ مسحتِ على خدِّى لتهدئي روعتي..
فكيف أسندتُ على التراب خدَّكِ في اللحَدْ ؟!
أماه !
ما أقسى قلبي!!
هَدْهَـدْتِـني في مهدي ـ فطيماً ـ كي أنام..
فكيف طاوعتني يدي أن أهدهدك وأنا أتلوَ في قبرك الكَـلِـمْ ؟!
أماه!
سامحيني..
أماه!
اذكريني عند ربكِ..
فالجنة تحتَ قدميكِ..
أماه!!
مَن لقلبي ؟!
فخفقُ نعليكِ: دقاتُ قلبي..