خطبة الجمعة 11 شوال 1437: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: حكم الصلاة في الطائرة


ـ من المسائل ذات العلاقة بالسفر هي مسألة الصلاة في الطائرة.
ـ ولدينا هنا حالتان:
ـ الحالة الأولى: أن الرحلة لا تستوعب وقت الصلاة. فلو فرضنا أن الرحلة كانت وقت الظهر وستصل إلى المقصد قبل المغرب بحسب توقيت ذلك البلد، حينئذ ينتظر المسافر إلى أن يصل إلى المقصد ويصلي هناك.
ـ فإذا كان مقصده وطنه، أو ليس وطناً ولكنه سيبقى في ذلك المكان ـ أي في المدينة ذاتها ـ لعشرة أيام أو أكثر، فإنه يصليها تماماً، وأما إذا لم يكن كذلك، فإنه يصليها قصراً، ولا أهمية لكونه في بلده أول الوقت.
ـ الحالة الثانية: أن الرحلة تستوعب كل وقت الصلاة. كأن يبدأ سفره قبل الظهر ويصل إلى مقصده وقد دخل المغرب. في هذه الحالة يجب عليه أن يصلي في الطائرة.. البعض لا يصلون بعذر عدم طهارة الملابس بعد الدخول في الحمام أو عدم طهارة المكان أو صعوبة الصلاة وما شابه ذلك.. وكلها أعذار غير مقبولة، حيث تجب عليك الصلاة حينذاك ولو لم تكن الطهارة كاملة، ولو لم تتمكن من الإتيان بالصلاة باتجاه القبلة، أو بصورتها الطبيعية. ولا حاجة للإعادة والقضاء لاحقاً.
ـ المهم أن تتوضأ وتصلي، وإذا أمكن نزع الثوب المتنجس ـ كالجاكيت مثلاً ـ فعبيك أن تنزعه وقت الصلاة.
ـ وأما كيفية الصلاة فكالتالي:
ـ إن أمكن أداؤها بصورتها الطبيعية مع الاتجاه إلى القبلة فعليك أن تصليها بهذه الصورة. ويمكن معرفة الاتجاه التقريبي للقبلة من خلال خريطة الطائرة على الشاشة.
ـ إن أمكن أداؤها بشكل طبيعي دون الاتجاه إلى القبلة فيسقط شرط الاستقبال وتصلي.
ـ إن لم تتمكن من أدائها بشكل طبيعي فعليك أن تصليها قائماً، فإن كان الركوع ممكناً تركع وأما السجود فتوميء إليه برأسك وأنت واقف. وتكمل الصلاة بهذه الصورة.
ـ إن لم تتمكن من الركوع أيضاً، تصليها قائماً مع الإيماء للركوع والسجود. ومن الفقهاء من يقول تصليها جالساً بعد الإتيان بتكبيرة الإحرام من قيام.
ـ إن لم تتمكن من الصلاة قائماً، فعليك أن تكبر تكبيرة الإحرام وأنت قائم ثم تجلس وتكمل صلاتك من جلوس ولو لم يتم ذلك باتجاه القبلة. وتستخدم الطاولة للسجود مع وضع التربة أو الورقة مثلاً محل الجبهة.
ـ إن لم تتمكن من أداء تكبيرة الإحرام من قيام، كما لو كانت الطائرة مضطربة ويمنع ترك المقعد، فتصلي صلاتك كلها من جلوس.