خطبة الجمعة 4 شوال 1437: الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى: القرآن والتشديد في العذاب ـ 1


(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ، لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ، وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ، وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ، لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) [الزخرف:74-78].
ـ لا يخفى أن في القرآن الكريم خطاب زجر وتخويف ووعيد ونار وعذاب، بجانب خطاب الرحمة والمغفرة والعفو والوعد وجنان ونعيم.
ـ وقد سئلت ذات مرة: لماذا نجد في القرآن الكريم كل هذا الكم من الحديث عن النار والعذاب وجهنم وما إلى ذلك.. ولاسيما وأننا إذا قارنا مضمون القرآن ـ بهذا اللحاظ ـ بما جاء في الإنجيل، فسنجد أن الإنجيل يركز على المحبة والعفو والتسامح.
ـ فهل للأمر علاقة بالطبيعة الصحراوية العنيفة لأهل الجزيرة العربية بحيث أن خطاب القرآن كان لابد وأن يأتي بهذه الصورة ليردع تلك الشخصية العنيفة المتمردة؟
ـ بالطبع لو وافقنا هذا القول فستكون له عدة تداعيات، من بينها:
1. عدم صلاحية القرآن للتنوعات البشرية، فمن هم على شاكلة عرب الجزيرة المعاصرين للنبي محدودون.
2. الحاجة إلى هذا النوع من الآيات سيتقلص كلما ترقّت البشرية وتطورت.
3. الالتزام بظرفية القرآن ككل، أي أن الآيات الأخرى التي لا علاقة لها بالآخرة أيضاً يمكن رفع اليد عنها بتبدل الظروف، كآيات الأحكام مثلاً.
ـ المسألة مهمة، ولها تبعات، ولا ينبغي التساهل فيها.. وسنعالج الموضوع في الخطبة الثانية من خلال عدة نقاط.