خطبة الجمعة 21/جمادى2/ 1436 - الشيخ علي حسن ـ الخطبة الأولى: الدعاء لملائكة الله (2)


ـ في الأسبوع الماضي جئت بمقدمة قرآنية حول الملائكة قبل شرح دعاء الإمام زين العابدين(ع) الوارد في الصحيفة السجادية بعنوان (فِي الصَّلوةِ عَلى حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَكُلِّ مَلَك مُقَرَّب).
ـ في البداية ذكر الإمام السجاد(ع) بعضاً من أصناف الملائكة وذكّر بالحقيقة القرآنية أنهم مراتب ودرجات، فدعا الله أن يصلي عليهم، فيرفع درجتهم، ويقرّب منازلهم إليه.. وهذا معنى صلاة الله عليهم.
ـ بدأ الإمام بذكر القسم الأول من الملائكة، مع ذكر شيء من صفاتهم ومهامهم، وهذا القسم يشمل حملة العرش وإسرافيل وميكائيل وجبريل والروح. هؤلاء يمثّلون القسم الأعظم شأناً في المنزلة من بين الملائكة، وهم الأقرب إلى العرش، مركز القرار وإدارة الكون.
ـ (اللّهُمَّ وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ، الَّذينَ لايَفتُرُونَ مِنْ تَسْبيحِكَ، وَلايَسْأَمُونَ مِنْ تَقْديسِكَ، وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) لا يتعبون (مِنْ عِبادَتِكَ، وَلا يُؤْثِرُونَ التَّقْصيرَ عَلَى الْجِدِّ في أَمْرِكَ، وَلا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إِلَيْكَ) أي أن غاية ما يشغلهم:
1ـ تعظيم الله تسبيحاً وتقديساً وعبادة.
2ـ تنفيذ المهام الموكلة إليهم بالعمل الدؤوب المنطلق من إخلاصهم لله وطاعتهم المطلقة لأوامره.
3ـ مشاعرهم الفياضة بحب الله والمتمثلة في الوله والاشتياق الدائم إليه سبحانه.
ـ (وَإِسْرافيلُ صـاحِبُ الصُّـورِ، الشّاخِـصُ) الذي يَشخص ببصره كالعسكري المنضبط الذي ينتظر صدور الأمر لينفّذه على وجه السرعة والدقة (الَّذي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الإذْنَ، وَحُلُولَ الأمْرِ، فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهائِنِ الْقُبُورِ. وَمِيكائيلُ ذُو الْجاهِ عِنْدَكَ، وَالْمَكانِ الرَّفيعِ مِنْ طاعَتِكَ) وفي بعض الأحاديث أنه المسؤول عن جانب الأرزاق وكثيرٍ من حركة هذا الوجود، وتحت إمرته ملائكة الرياح والسحب والمطر وغير ذلك (وَجِبْريلُ الأمينُ عَلى وَحْيِكَ، الْمُطاعُ في أَهْلِ سَماواتِكَ، الْمَكينُ لَدَيْكَ، الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ. وَالرُّوحُ الَّذي هُوَ عَلى مَلائِكَةِ الْحُجُبِ، وَالرُّوحُ الَّذي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ) والروح إما أن يكون صنفاً من الملائكة أو خلقاً أعظم من الملائكة كما في بعض الأحاديث وقد أشار إليه القرآن في سورة القدر: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).
ـ بعد أن ذكر الإمام هذا القسم من الملائكة، دعا لهم فقال: (اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ).
ـ ثم انتقل الإمام إلى القسم الآخر الخاص بالملائكة ممن هم أدنى مرتبةً من القسم السابق (وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الَّذينَ مِنْ دُونِهِمْ، مِنْ سُكّانِ سَماواتِكَ، وَأَهْلِ الأمانَةِ عَلى رِسالاتِكَ) وسيكون لنا تتمة للحديث عن هذا القسم من الملائكة في خطبة قادمة بحوله تعالى وقوته.