وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة - ج 1 - الحر العاملي

هو الكتاب الضخم الفخم الذي رسم المؤلف منهجيته بكتاب مستقل ، ثم كتبه جامعا له من مصادر معتمدة كل منها مرجع في حديث آل البيت عليهم السلام عن جدهم صلى الله عليه واله .
فهو كتاب جامع للأحاديث الفقهية التي يعتمد عليها الفقهاء في استنباط الأحكام الشرعية، وقد جمع من الأحاديث النبوية والولوية جملة وافرة تنيف على عشرين ألف حديث ، استقاها من أهم المراجع الحديثية المعتبرة كالكتب الأربعة : الكافي ، الفقيه ، التهذيب ، الاستبصار وجملة وافرة من الكتب المعتمدة الاخرى زادت على سبعين كتابا.
وقد استهل الكتاب باحاديث في مقدمة العبادات ، ثم قسمه على كتب الفقه المعروفة من الطهارة الى الديات ، ثم فصل لكل منها أبوابا عنونها بأحكام شرعية بحيث استوعب جزءا كبيرا مما يمكن حصره من احكام الكتاب ، ثم ادرج تحت كل باب أو عنوان أهم الاحاديث ذات الدلالة الواضحة عليه بتمام سندها ، ثم وبعد ان يدرج الحديث عن مصدر أساسي واحد يذيله اما بذكر طرقه الاخرى ان روي باكثر من طريق او يذكر اختلافات صيغ الرواية ان وجدت أو كلا الأمرين معا.
ثم ذيل اكثر الابواب بما اصطلح عليه بـ (تقدم) و(يأتي) يشير فيها الى أي حديث سابق أو متأخر على هذا الباب ، ذا دلالة جانبية أو يستفاد منه بشكل أوآخر في الحكم الشرعي للباب المعني ، فلو كان الباب المعني في الجزء الثامن مثلا ، فأي حديث له علاقة بهذا الباب من الاجزاء السبعة المتقدمة يعينه بقوله :(تقدم ما يدل عليه)أو أي حديث آخر سيأتي في الجزء التاسع وما بعده يعينه بقوله (يأتي ما يدل عليه).
فإذا علمنا أن الكتاب حدود الثلاثين مجلدا في طبعته الحديثة، لامكننا أن نتصور مقدار الجهد المبذول فيه والذي يحتاج إلى علم واسع واستحضار لكل الاحاديث ، وصبر على طول التفتيش والتنقير.
وقد رزق هذا الكتاب ما لم يرزق غيره فكان عليه معول مجتهدي الشيعة من عصر مؤلفه الى اليوم ، وما ذاك إلا لحسن ترتيبه وتبويبه .