مشكلة ونصيحة

سؤال: أحببتُ شاباً تقدّم إلى خطبتي، وتمت الخطبة وظهرَت بعدها بعض الخلافات بيني وبينه، وبصراحة أشعر أنني أنا المخطئة في ما حدث، وهو ما جعله يفسخ الخطوبة. وقد حاولت مراراً وتكراراً أن أقنعه بالعدول عنها والتسامح منه إلا أنه مصرٌّ على موقفه. وأنا الآن نادمة ندماً شديداً، وقد دعوت الله كثيراً لكي يعود إليَّ، ولكن ذلك لم يحدث، وأنا متعبة نفسياً بشكل كبير، وأريد أن أحصل على دعاء معين أستطيع من خلاله أن أحقق رغبتي هذه لأتخلص من آلامي النفسية.. فهل يمكن أن تدلوني على ذلك؟
جواب: في البداية أحب أن أقول أن الإنسان قد يتصور أمراً ما وكأنه الخير كله، وأن هذا هو ما سيحقق له السعادة، لأنه يقرأ الموضوع ظاهرياً، أو ينساق وراءه من خلال العاطفة، ويغفل عن أن وراء هذا الظاهر أموراً كثيرة قد تكون سلبية.
ولذا لربما يكون من الرحمة الإلهية في مثل هذه الحالات أن لا يُستجاب الدعاء، لأن الله يحب عباده، فيدفع عنهم الشر القادم الذي يجهلونه.. ثم تمضي الأيام، وتحمل بديلاً فيه الخير والسعادة، دون أن يتوقع الإنسان ذلك.
فعلينا في المشكلات والصعاب، وفي آمالنا وآلامنا، وفي رخائنا وشدّتنا، أن ندعو الله سبحانه، ولربما كررنا الدعاء، ولكن فلنحمل في قلوبنا الثقة الكبيرة بالله سبحانه، وأنه سميع عليم، خبير بحقائق الأمور، وأنه لطيفٌ بعباده، رؤوف رحيمٌ بهم، فنتوكل عليه في كل شئ، ونطلب منه أن يختار لنا ما هو خير لنا في حقيقة الأمور، لا في ظاهرها.
ثم إن الحياة لن تتوقف عند الارتباط أو عدم الارتباط بهذا الشاب، ولعل محاولاتك الكثيرة معه تُنزِل من قيمتك ومكانتك في نفسه، فإن عاد وتم الارتباط كان ذلك سبباً في استهانته بقيمتك وكرامتك.
نصيحتي أن تتوقفي عند هذا الحد.. وتوكلي الأمور إلى الله، ولعل الأيام تحمل إليك خبراً سعيداً يكون خيراً مما أردتِ.
وبشكل عام فإن في الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين عليه السلام عدة أدعية للشدائد وكشف الكروب ودفع الهموم وأمثال ذلك، وهي تحمل معانٍ إيمانية وروحية رائعة، يُستعان بها في مثل هذه المواقع.. ولكنها ليست كما يتصور البعض كلمات سحرية تحملها معها الاستجابة المضمونة، على طريقة كن فيكون.. بل هي كلمات ينطلق من خلالها الإنسان في رحاب رضوان الله سبحانه ليعينه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شئ قدْراً.