زوجتي مدمنة على الوتساب !

س: زوجتي مولعة بالوتسآب، وكثيراً ما تستخدمه للتحدّث إلى زميلاتها وأخواتها. تكلّمت معها كثيراً بأن تقلّل من التحدّث إليهنّ، لأنَّ ذلك يجعلها تنشغل عن بيتها وأطفالها، ولكن دون جدوى. فما الحلّ؟
جواب سماحة الشيخ يوسف سبيتي: لا شكّ في أنّ استخدام مواقع التّواصل الاجتماعيّ، والتقنيات الحديثة المتطوّرة، بات من مسلّمات الحياة اليوميّة، ولكن علينا أن نعرف كيف نستغلّ هذه التقنيّات، وكيف ننفتح على هذا العالم الجديد، لأنها سلاح ذو حدّين؛ فمن جهة، يوجد لها فوائد عديدة على مستوى العلاقات الاجتماعيّة، وعلى مستوى المعلومات المتوافرة، بشرط أن تكون موثوقة، لكنَّ هناك جانباً سلبيّاً في هذه الوسائل، فقد تكون وسيلة لبثّ النعرات الطائفيّة، وإثارة الفتنة بين النّاس، وبثّ الشائعات المغرضة والمسيئة إلى الآخرين.
إنَّ ما تتحدَّث عنه أخي الكريم، هو أحد الجوانب السلبيّة لهذه الوسائل، والّذي تعانيه بعض العائلات، وهذا ما يمكن تسميته بالإدمان على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، وسوء استخدامها، سواء للرّجل أو المرأة، والنّتيجة تهديد حقيقيّ للسِّلم الأسريّ.
المشكلة في الموضوع، أننا لا ننظّم أوقات يومنا ونهارنا بما يتناسب مع وظائفنا الحياتيّة، ولا نضع أمام أعيننا الأولويّات المطلوب تنفيذها. والأولويّات الواجبة على الزوجة، هي الاهتمام ببيتها وزوجها وأولادها، فإنّ انشغالها بهذه الواجبات يأخذ منها وقتاً، وإذا أرادت التواصل مع أحد، فليكن ذلك بعد إتمام واجباتها المنزليّة والعباديّة أيضاً، ومع مراعاة الضوابط الشرعيّة. والتواصل مع الآخرين ليس أهمّ من الواجبات الحياتيّة، والحلّ بيدها، وعليها أن تلتفت إلى خطورة ما تقوم به، وأن تكون أكثر وعياً وجدّية في حياتها.
إنّ الحياة مسؤوليّة، وليست لعباً ولهواً. وقد ورد عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (كلّكم راع، وكلّكم مسؤول عن رعيّته).