السيد حسن بحر العلوم

انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أيام، أخٌ كريم وصديقٌ عزيز هو سماحة العلامة السيد حسن عز الدين بحر العلوم، والذي عرفه كل مَن عاشره بتدينه، ووعيه، وأخلاقه الرفيعة، و تواضعه الجم، وانعكس ذلك في التشييع المهيب، والحضور الكثيف للمعزِّين بوفاته في النجف الأشرف على اختلاف انتماءاتهم الدينية والقومية والحزبية والسياسية.
تلقى دراسته الدينية في النجف الأشرف، وواصلها في مدينة قم، وتولى الإشراف على مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية ـ فرع مونتريال في كندا . صدرت له عدة مؤلفات تميّزت بالعطاء الفكري والعصرنة والتوجه العلمي، سعى من خلالها إلى تأصيل الفكر الإسلامي وتقديمه من خلال مناقشة القضايا المعاصرة التي تشغل العالم بشكل كبير.
وفي ذلك قال: (على امتداد العقدين الأخيرين تمّ عرض الإسلام غريباً بطريقة اختزالية وقسرية ومغرضة ومهينة بقدر كبير من النمطية والعدوانية ولتحقيق هذه الأغراض مهد لها بحملات دعائية ضخمة وضاربة ضد الإسلام والمسلمين كان فرسانها مفكرين وإعلاميين درجوا على تسويق الإسلام باعتباره ثقافة معادية وخطرة تهدد القيم والمصالح الغربية كما صوروه على أنه دين معادٍ للديمقراطية وأن الصراع معه صراع تاريخي. لذا وجدت لزاماً عليّ أن أقدّم قراءة واعية وبإمعان تكشف عن حقائق مذهلة عن طريقة التفكير بإمكانها أن تقدم خدمةً لأبناء الأمة الذين تضاربت في عقولهم الآراء حول هذه المواضيع. كما أنها تسهم في تقديم الرؤية الإسلامية الواضحة والصحيحة وهو حديث شيّق يتطلبه البحث العلمي والاستعراض الموضوعي دائماً كما أنه يمثّل الانطلاق بالمواضيع من حيث انتهى إليها المتقدمون لئلا تكون ثقافتنا ثقافة إجترارية لمواضيع نكتفي فيها بإعادة التنظيم والصياغة).
كانت باكورة مؤلفاته في العام 1991، و كتب في الاستنساخ البشري، والعولمة بين التصورات الإسلامية والغربية، و مجتمع اللاعنف ـ دراسة في واقع الأمة الإسلامية ـ و جدلية الثيوقراطية والديمقراطية ـ دراسة في أنظمة الحكم على ضوء الفكر الإمامي ـ و المجتمع المدني في الفكر الإسلامي، و الخطاب الإسلامي وقضايا المجتمع المعاصر، و التعددية الدينية في الفكر الإسلامي.
رحم الله الفقيد، و منَّ على أهله وأحبابه بالصبر والسلوان إنه سميع مجيب.