المشعر الحرام ـ الشيخ حميد البغدادي

اختلف في بيان سبب تسميتها بالمزدلفة على أقوال منها:
الأول: من الازدلاف الذي معناه الاقتراب لأن الناس يقتربون إليها.
الثاني : لأنها مقربة إلى الله تعالى .
الثالث : من الإزدلاف بمعنى الاجتماع لأن الناس يجتمعون بها .
الرابع : لأن الله تعالى جمع بين آدم وحواء بها .
والذي روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (إنما سميت مزدلفة لا نّهم ازدلفوا إليها من عرفات).
المشعر الحرام:
المشعر الحرام هو المكان المسمى قزح وهو في منتهى المزدلفة، وقيل وسطها، كما يطلق في كثير من الأحيان على الموقف كله فيرادف المزدلفة، وفي الجواهر: (الظاهر المراد بالمشعر الحرام هو المسجد الموجود الآن، فيمكن أن يكون من المشترك بين الكل ّ والبعض، أو من باب تسمية الكل باسم الجزء).
سمّيت المزدلفة مشعراً لانّه مَعلَم ٌ للحج.
جُمَع:
وتسمى المزدلفة أيضاً جُمعاً، قال الطريحي في مجمع البحرين: (وسمّي جُمَعاً لأنه يجمع به بين المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتين).
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله جـمع في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة وهو نازل عند قبلة المـسجد وقال صلى الله عليه وآله: (وقفتُ ههنا، و جُمَع كلها موقف) .
حدود المزدلفة:
المزدلفة ـ المشعر الحرام ـ موضع بين منى وعرفة في منتصف الطريق تقريباً، والمزدلفة بين مأزمي عرفة، وهما جبلان متقابلان بينهمـا طريق، الذي يقال له المضيق، والمأزم كل طريق ضيق بين جبلين كما ذكر الجوهري.. ومساحتها تزيد على 12 كم مربع بقليل.
مسجد المشعر الحرام:
يقع فـي المزدلفة بجانب قزح على الطريق رقم 5، وكان النبي صلى الله عليه وآله ينزل عند قبـلته.
وبين مسجد مزدلفة ومسجد الخيف نحو 5 كم، وبينه وبين مسجد نمرة 7 كم.
آداب و أعمال الوُقوفِ بِمزدلِفةَ:
أمر الله سبحانه وتعالى الحجيج بأن يذكروا الله في هذا المكان، روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (... وإن استطعت أن تُحيي ليلتك فافعل فإنه بلغنا أن أبواب السماء لا تُغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين لهم دوي كدوي النحل، يقول الله جل ثناؤه: أنا ربكم وأنتم عبادي أديتم حقي وحقَّ علي أن استجيب لكم، فيحط تلك الليلة عمن أراد أن يحط عنه ذنوبه، ويغفر لمن أراد أن يغفر له).