الإمام علي الرضا : العلامة محسن الأمين: أعيان الشيعة ج2

أبو الحسن علي الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب .. ثامن أئمة أهل البيت الطاهر (صلوات الله عليهم أجمعين)‏. ولد بالمدينة يوم الجمعة أو يوم الخميس 11 ذي الحجة أو ذي القعدة أو ربيع الأول سنة 153 أو 148 للهجرة.
حديث سلسلة الذهب‏:
في كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي قال حدث المولى السعيد إمام الدنيا عماد الدين محمد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوازن في 4 محرم سنة ست و تسعين و خمسمائة أورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في كتابه أن علي بن موسى الرضا عليه السلام لما دخل إلى نيشابور في السفرة التي خُصَّ فيها بفضيلة الشهادة، كان في قبة مستورة بالسقلاط (نوع من القماش الصوفي) على بغلة شهباء و قد شق نيسابور، فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية و المثابران على السنة المحمدية أبو زرعة الرازي و محمد بن أسلم الطوسي و معهما خلائق لا يُحصون من طلبة العلم و أهل الأحاديث و أهل الرواية و الدراية، فقالا: أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين و أسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون المبارك و رويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نذكُرك به. فاستوقف البغلة و أمر غلمانه بكشف المظلة عن القبة و أقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان على عاتقه، و الناس كلهم قيام على طبقاتهم، ينظرون إليه و هم ما بين صارخ و باك و متمرغ في التراب و مُقبِّل لحافر بغلته، و علا الضجيج فصاح الأئمة و العلماء و الفقهاء: معاشر الناس اسمعوا و عوا و أنصتوا لسماع ما ينفعكم و لا تؤذونا بكثرة صراخكم و بكائكم. و كان المستملي (كاتب النص المسموع) أبو زرعة و محمد بن أسلم الطوسي‏، فقال علي بن موسى الرضا عليه السلام: حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين شهيد كربلاء عن أبيه علي بن أبي طالب أنه قال حدثني حبيبي و قرة عيني رسول الله صلى الله عليه وآله قال حدثني جبرائيل قال سمعت رب العزة سبحانه تعالى يقول:‏ كلمةُ لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني و من دخل حصني أمن عذابي.‏
ثم أرخى الستر على القبة و سار. فعَدُّوا أهل المحابر و الدوي (جمع دواة) الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفاً.