غزة.. إن تنصروا الله : سامي العلي

قال تعالى في محكم كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد:7].
هل الله سبحانه وتعالى محتاج إلى نصرنا؟ لا ـ وحاشاه ـ فهو غني عن عباده، ولكنه يريد أن يدخل في قلوب المؤمنيين الطمأنينة، وخاصة في حال العسرة عندما يتكالب عليهم اﻷعداء، بأن لا تخافوا ولا تجزعوا، فأنا معكم عندما يكون عملكم وجهادكم في سبيلي.
وها نحن نعيش أيام النصر، نصر أبناء غزة الصامدين والمقاومين ومن أعانهم من أبناء المقاومة اللبنانية، سواء بالذخيرة أو بخبراتهم العسكرية التي اكتسبوها خلال حربهم ضد الكيان الصهيوني في تموز 2006.
هذا الشعب الغزاوي الفلسطيني الذي قاوم ما يقارب 55 يوماً وبما قدّم من تضحيات وهي تقارب 2000 شهيداً، حقق الصمود والمقاومة حين خُذل من العرب والمسلمين ومن مدَّعي اﻹسلام من التكفيريين الذين قضوا هذه الفترة بنحر أرقاب المسلمين وسبي نسائهم وبيعهن في أسواق المسلمين!
هذا النصر الغزاوي أركعوا من خلاله الصهاينة، وفاجأوا به العالم!
والأمر المثير للإعجاب أن مَن خرج وهلل واحتفل بالنصر هم الذين قدّموا التضحيات من النفس والنفيس، ﻷنهم ذاقوا طعم العزة بعد الهوان والذل الذي كانوا يعيشونه تحت الاحتلال اﻹسرائيلي والحصار العربي، فجاءهم النصر والتسديد اﻹلهي الموعود ﻷنهم نصروا الله.
لهذا فإن من مسؤوليتنا أن نكون واثقين بوعد الله ونصره مهما كان الضغط علينا كبيراً، والظلم بنا عظيماً، ولكن بشرط أن يكون عملنا خالصاً له سبحانه، وليس من أجل الكرسي والموقع والمصالح الشخصية.
اللهم انصر إخواننا المؤمنيين في كل مكان على كل عدو ظالم مهما حملوا من تسميات.