أريد الزواج.. فانصحوني


استشارة: أنا معجب جداً بفتاة، وأريد الزواج منها، وبعض أفراد أسرتي يعارضونني في اختياري لها، وأن اختياري عاطفي وسيزول بمرور الوقت.. فبم تنصحونني؟
جواب: في وصية للإمام عليّ عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية قال: (... ومن تورّط في الأمور غير ناظر في العواقب، فقد تعرّض لمفظعات النوائب، والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، والعاقل من وَعَظته التجارب، وفي التجارب عِلم مستأنَف، ومن نظر في العواقب سَلِم من النوائب).
الاحتكام إلى هذه الوصايا في كل قضايا الحياة وفي كل ما يريد أن يأخذ به الإنسان من خيارات أمر لا غنى عنه، لأن لكل شيء من الأشياء بداية ونهاية، وقد تكون البداية جيدة ولكن النهاية سيئة.. ربما يجد الإنسان بداية الأشياء حلوة ولكن نهايتها مرّة، وكم من الناس الذين فرحوا كثيراً عندما حصلوا على بعض ما كانوا يأملون، ولكن النتيجة كانت حزناً وبكاءً.
فإذا أردت أن تدخل في مشروع شخصي لحياتك، في مشروع زواج مثلاً، فلا تنظر إلى ما يشوِّقك في الإنسان الآخر من جمال الوجه أو غنى المال أو ما إلى ذلك، ولكن انظر إلى النتائج التي يمكن أن تحصل لك من هذه العلاقة الإنسانية..
ادرس الخصائص والعناصر الموجودة لدى هذا الإنسان، هل هي العناصر التي تؤدي بك إلى الحياة الزوجية السعيدة أو لا تؤدي بك إلى ذلك، فلا تستعجل قرارك وتنطلق فيه من موقع عاطفي أو من ضغوط اجتماعية أو عائلية، لأن العواقب عندما تكون سيئة، فإنها قد تدمّر لك حياتك وحياة الإنسان الآخر.. ولربما لو اطلعت أو قرأت تجارب الآخرين ممن سبقوك في نفس هذا الطريق لأدركت أين قد تصل بك الأمور لو أنك مخطئ في اختيارك، لاقتصارك على عاطفتك وإعجابك السطحي بهذه الفتاة دون أن تكون مناسبة لك كزوجة تفهمك وتفهمها، وتتكامل معها في تكوين علاقة زوجية وأسرية ناجحة.