مقدمة
يغطي الماء %70 من سطح كرة الأرض.. ومن كل الماء الموجود على الأرض، %1 منه فقط ماء عذب!ان أجمل منظر شاهده رواد الفضاء من القمر منظر الكرة الأرضية ذات اللون الأزرق والمغطاة بالسحب البيضاء والبقع الخضراء الناتجة من انتشار الغابات. هذا الجمال لكوكب الأرض الفريد من نوعه راجع الى وجود الماء..
ان لوجود الماء بحالاته الثلاث سائل وبخار وجليد على الأرض عوامل خاصة جداً، متعددة ومتزنة بدقة متناهية، منها البُعد المناسب عن الشمس، ووجود الغلاف الجوي، والجاذبية المناسبة، بالاضافة الى عوامل أخرى اجتمعت للمحافظة على الحياة على هذا الكوكب.
ومن أغرب صفات الماء والتي أخذناها كمسلمات ان يكون على شكل سائل!!علة سيولة الماء على الأرض غير متحققة في كواكب أخرى.. الماء فيها قد يوجد بسهولة بشكله الصلب كجليد، أو بشكله الغازي كبخار ماء، وهذا راجع الى ان شروط الضغط والحرارة في تلك الكواكب غير مناسبة لوجود الماء بشكل سائل. لقد تبين ان %99 من الماء المكتشف في مجرتنا على شكل جليد بينما %1 منها على شكل بخار ماء.

لماذا تحوي الأرض الكمية المناسبة من الماء؟

كمية الماء على كوكب الأرض دقيقة.. فلو كان سطح الأرض جافاً، لم يكن هذا ليساعد على نشأة الحياة!! ولو كان لكوكب الأرض ضعف كمية الماء الموجودة حالياً، فان القارات ستغرق، وفي هذه الحالة لا يمكن خلق حضارة تكنولوجية راقية في كوكب مغطّى بالماء، لأنه لا يمكن للحيوان المائي مهما كان راقياً ان يتمكن من صناعة التعدين أو أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة. اذن يتبين ان هناك اتزانا دقيقا لطبيعة الكوكب ولحساب كمية الماء الضرورية للحياة بشكل عام ولكائن سيبني حضارة على هذا الكوكب!

مصدر الماء في الكون والأرض

الماء الذي نستخدمه في حياتنا اليومية والذي يملأ المحيطات والبحار والأنهار مصدره الأصلي من النجوم وما حولها! هذا ما أعلنه العلماء في وكالة الفضاء الأوروبية نتيجة الاكتشافات التي قام بها التلسكوب الفضائي ISO.. فلقد لاحظ العلماء ان النجوم عندما تنتهي حياتها تندمج ذرات الهيدروجين المتوفرة في الكون مع ذرات الأكسجين المتولدة حديثاً من داخل النجمة لتولِّد الماء. يظهر الماء ثانية بعد تولد النجمة الحديثة.. لذلك يقول العلماء ان الماء الذي نستعمله الآن بدأ منذ ان خُلقت الشمس والأرض.. أي أننا نستخدم ماء عمره حوالي 4 مليارات سنة!!
أكان هذا صدفة؟! أم بلا خالق حكيم مدبِّر؟ فتبارك الله أحسن الخالقين.