خطبة الجمعة 29 من شعبان - 1435 الشيخ علي حسن ـ الخطبة الأولى : شهر الإسلام


في الصحيفة السجادية: (الْحَمْدُ لِلّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرَ الصِّيَامِ وَشَهْرَ الإِسْلاَم وَشَهْرَ الطَّهُورِ وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ وَشَهْرَ الْقِيَامِ الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ، وَبَيِّنَات مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ).
ـ نحن على أبواب شهر رمضان، الذي عبّر عنه الإمام زين العابدين(ع) في المقطع السابق بأنه شهر الإسلام، فهو الشهر الذي أراد الله له أن يمثّل الوجه البارز للإسلام في عقيدته وشريعته وروحانيته ومظهره.
ـ أراد الله عزوجل لهذا الشهر أن يقوم بدور كبير في إعداد الإنسان المسلم للسَّنَة كلِّها، من خلال الحشد الكبير
للعناصر العبادية المختلفة من صيام وصلاة نافلة ودعاء وتلاوة القرآن وقيام الليل والاعتكاف والذِكر، بالإضافة إلى المسؤولية الاجتماعية تجاه المحرومين وتجاه الأرحام وما إلى ذلك.
ـ هذه هي الإرادة الإلهية التشريعية، وتبقى مسؤوليتنا أن نجعل من شهر رمضاننا القادم شهراً للإسلام والوجه البارز له على كافة المستويات، أم شهر النوم والكسل وإتلاف الوقت ومتابعة الفضائيات المنحلَّة، والتخلي عن المسؤوليات، والاستغراق في نَهم الطعام والشراب، وانفلات الأعصاب، وسوء الخلُق.
ـ لا تدع اليوم من شهر رمضان يمضي كسائر أيام سنتك، بل اجعل من كل يوم منه يوماً مميزاً.
ـ ولذا فالمطلوب منا أن نخطِّط لبرنامجنا في رمضان، كما نخطِّط للإجازة الصيفية، لأننا نهتم بالترويح عن أنفسنا، وكما تخطط شركات الإنتاج الإعلامي لبرامج شهر رمضان منذ أشهر، لأنها تريد تحقيق الأرباح.
ـ ولنضع برنامجنا اليومي الخاص بعلاقتنا بالصلاة وتلاوة القرآن والدعاء وحضور المساجد للجماعة والبرنامج
الاجتماعي وغير ذلك.
ـ ولنستعن بمن يخطط لنا ذلك إن لم نكن قادرين على وضع الخطة بأنفسنا.
ـ وأدعوكم إلى قراءة دعاء الإمام زين العابدين في الصحيفة السجادية والمعنون بـ (وكان من دعائهِ عليه السلام إذا دخل شهر رمضان) بتمعن وفهم، ففيه خلاصة البرنامج والخطة الإيمانية في هذا الشهر الفضيل الذي نحقق من خلاله الهدف من تشريع الصيام حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
اللهم وفقنا فيه لصيامه وقيامه والعمل فيه بما تحب وترضى إنك سميع مجيب.