س: تدلل قصة النبي موسى (ع) مع الخضر في حادثة السفينة وغيرها بأن الخضر أعلم من النبي موسى (ع)، فهل الخضر هو من الأنبياء أم من العباد الصالحين؟

أولاً: بالنسبة للعلم الذي أراد اللّه لموسى (ع) أن يأخذه من الخضر - وربما غير الخضر - في تلك الحوادث التي كان ظاهرها شراً، ولكن باطنها خير أو عاقبتها كانت إلى خير، لأنَّ النبي موسى (ع) كان مكلفاً بشريعة الظاهر ولم يكن مكلفاً بشريعة الباطن، فاللّه سبحانه وتعالى أراد أن يبيّن له أنَّ هناك بعض الحوادث أو الأشياء التي تكون حسب الظواهر شراً، ولكن بالتعمُّق فيها يمكن أن يكشف عن وجود خير فيها، ومن الممكن أنّ الله يعلّم أنبياءه تفاصيل الأمور المرتبطة بالرسالة بالوحي تارة وبالإلهام أخرى، وبتعليمه من قبل الشخص المميّز الذي أعطاه الله علم ما لم يعطه لموسى (ع). أما إذا كان موسى يستعجل في حصول الإجابة لتلك الحوادث، فذلك بحسب طبيعة مسؤوليته الشرعية، كما بالنسبة لحرق السفينة، ولكنه التفت إلى نفسه في حينها، ولا مانع من ذلك في هذا المجال، أما الخضر (ع)، فقد عبر عنه سبحانه {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا} (الكهف/65)، فكان للخضر علاقة وارتباط بالله، وكما قال لموسى (ع) {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}(الكهف/82).