خطبة الجمعة 17 رجب - 1435 الشيخ علي حسن ـ الخطبة الأولى : الاستغفار


ـ عن النبي(ص): (أكثِروا من الاستغفار في شهر رجب، فإن لله تعالى في كل ساعة منه عتقاء من النار).
ـ عندما تعود إلى القرآن الكريم، فإنك ستجد أن للاستغفار ثماراً كثيرة، لا تقتصر على الآثار الأخروية، بل يتذوق الإنسان ثمارها في الدنيا، كما يحصدها في الآخرة. ومن بين تلك الثمار الدنيوية:
1ـ دفع الكوارث والسلامة من الحوادث والأمن من المحن: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الأنفال:33.
2ـ الغيث المدرار والذرية الطيبة والرزق الحلال الواسع: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً)[نوح:10-12].
3ـ راحة البال وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً)[هود:3]. وقد روي عن النبي(ص) أنه قال: (مَن لَــزِم الاستغفار جــعل الله لـه مِن كل هم فـرجاً، ومِن كل ضيق مخرجاً، ورَزَقه من حيث لا يحتسب).
4. امتلاك عناصر القوة في الحياة: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ)[هود:52].
ـ وللاستغفار في وقت السَّحَر قيمة خاصة، فعن الصادق(ع): (من قال في وتره إذا أوتر: أستغفر الله وأتوب إليه، سبعين مرة وهو قائم، فواظب على ذلك حتى يمضي له سنة، كتبه الله عنده من المستغفرين
بالأسحار، ووجبت له المغفرة من الله عز وجل). في إشارة إلى قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ، كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)[الذاريات:15-19].
ـ وأختم بهذا الخبر المروي عن الإمام الكاظم(ع) أنه كان إذا رفع رأسه من آخر ركعةِ الوتر قال: (هذا مقامُ مَن حسناتُه نِعمةٌ منك، وشكرُه ضعيف، وذنبُه عظيم، وليس له إلا دفعُك ورحمتُك، فإنك قلتَ في كتابك المنزل على نبيك المرسل(ص): (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) طال هجوعي وقل قيامي. وهذا السَّحَر، وأنا أستغفرك لذنبي استغفار مَن لا يجد لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً، ثم يخر ساجداً صلوات الله عليه).
اللهم اجعلنا من التوابين، واجعلنا من المستغفرين، إنك على كل شئ قدير، يا أرحم الراحمين.