هل أتزوّج أو أبقى إلى جانب والديَّ؟

استشارة: تقدّم لخطبتي شابّ تعرّفت إليه أثناء دراستي الجامعيّة، وقد فرحت بهذه الخطوة، وكنت متحمّسة لها، ولكنني بدأت أعاني منذ فترة مشكلة الوسواس، لأنني سأتزوّج بعد شهر، وسأسافر مع زوجي إلى البلد الذي يعمل فيه، وسأكون بعيدة عن والديّ، في الوقت الذي أشعر بأنّني أدين لهما بأن أكون قريبة منهما، وأن أساعدهما في شؤونهما. وأخشى إن سافرت مع زوجي، أن يحتاجا إلى شيء، فلا يجدا من يساعدهما، وخصوصاً أنَّ أخوتي أيضاً مغتربون. هذه الأفكار تعكّر صفو علاقتي بخطيبي، وتجعلني أفكّر في الانفصال عنه، والبقاء إلى جانب والديّ، علماً أنني صارحتهما بمخاوفي، فنصحاني بأن أعزم على الزّواج، وأكوّن أسرة، لأنهما سيكونان سعيدين بذلك، ولكنني لازلت غير مقتنعة. فهل أتزوّج أو أبقى إلى جانبهما؟
جواب الشيخ محسن عطوي: إني أقدّر فيك هذا الحبّ لوالديك. ولا شكّ في أنه ينطلق من عاطفة نبيلة، وحرص على راحتهما وسعادتهما، ولكنني أعتقد أنّ السفر لن يمنعك من الاستمرار في التواصل معهما، ومدّ يد العون والمساعدة لهما، بما يكفل راحتك وسعادتك. وربما لا تبقين بعيدةً عنهما إلى الأبد، فقد يختار زوجك العودة إلى الوطن في وقت معيّن.
كما أنه لا بدَّ لك من التكيّف مع ظروفك القاهرة، والتّفكير في مستقبلك وحياتك الزوجيّة والعائليّة. ومن المؤكّد أنه لا لوم عليك في مفارقة أهلك بالزّواج، لا عرفاً ولا شرعاً، فتوكّلي على الله تعالى، وكوني متوازنة في عاطفتك، ودعي القلق على أهلك، واجعلي همك في إسعاد زوجك، وابدئي هذه المرحلة من حياتك بحماس وتفاؤل.