السجود على التربة الحسينية :عبدالحسين الأميني

من مقدمة الكتاب:
التربة الحسينية : هي عبارة عن تراب أُخذ من أرض كربلاء الشـاسـعة المترامية الأطراف للسـجود عليها ، لا كما يظنّ بعضهم أنّها من تراب مزج بدم الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ولكن هذه الإضافة أكسـبتها شـرافة ، كالإضافة إلى سائر المقامات العالية ، وقد جرى العقلاء على الاهتمام بهذه الأُمور الاعتبارية.
والشـيعة الإمامية اعتادوا السـجود على التربة الحسينية ، حيث اجتمعت فيها كلّ الشـروط التي يجب توافرها في مسـجد الجبهة ، من طهارة وإباحة ... إلى آخر الشـروط المقرّرة في الموسوعات الفقهية.
وقد أجمع فقهاء الأُمّة الإسلامية على أنّ السـجود على الأرض هو الأفضل ، فحملها بعضٌ منهم معه رعاية للاحتياط ، وحرصاً على الأفضلية لأنّ البيوت اليوم والأماكن العامة كسيت أرضيّتها بأبسـطة قطنية أو بالسـجّاد الصوفي ، أو مسـفلتة ، أو معبّدة ، بما يخرجها عن كونها أرضاً ، فيقع المصلّي بين محذورَين ، إمّا : فوات الأفضلية ، أو : بطلان الصلاة ، كما سيأتي.
ولم يكن السـجود على التربة عند الشـيعة من الواجبات في الصلاة ، ولذا نراهم في المسـجد الحرام ، وفي مسـجد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسـجدون على أرض المسـجد لأنّ أرضية المسـجدين الشـريفين مبلّطة بالحجر الطبيعي ، أو مفروشـة بالحصى ، وكلّ منهما يسـمّى أرضاً ، ويصحّ السـجود عليه.
ولكن من المؤسـف أنّ بعض إخواننا المسلمين يرمي الشـيعة بالشـرك والمروق عن الدين لسـجودهم على هذه القطعة من الأرض ، وقد قال تعالى : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً )