خطبة الجمعة 20 ذوالحجة 1434 الشيخ علي حسن ـ الخطبة الأولى : نص حديث الغدير


ـ فيما يلي مقاربة لمجريات أحداث يوم الثامن عشر من ذي الحجة من العام العاشر الهجري، حيث انتهى النبي (ص) من أداء مناسك الحج، وقفل هو والمسلمون عوداً إلى الديار، ثم اتخذ قراره بالتوقف بالقرب من الجحفة عند مكاني يعُرف باسم (خُم) وبه غدير ماء، وأمر المسلمين بالتجمع في الظهيرة ليُعلن لهم أمراً مهماً. وهذه المقاربة عبارة عن عملية جمع لبعض النصوص المبعثرة في كتب التفسير والحديث والتاريخ، والمتعلقة بهذه الحادثة:
لما صدر رسول الله من حجة الوداع، نزلت عليه في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة آية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، فنزل غدير خم من الجحفة وكان يتشعب منها طريق المدينة ومصر والشام، ووقف هناك حتى لحقه مَن بعده وردَّ مَن كان تقدم، ونهى أصحابه عن سمُرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك، ونادى بالصلاة جامعة، وعمَد إليهن، وظلّل بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فصلى الظهر بهجير (نصف النهار عند اشتداد الحر) ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، وذكر ووعظ وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: إني أوشَك أن أُدعَى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك بلّغت ونصحت فجزاك الله خيراً... ثم قال: ألا تسمعون؟ قالوا: بلى. قال: يا أيها الناس، إني فرَط وأنتم واردون عليّ الحوض، وإن عرضه ما بين بصرى إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قِدْحان من فضة، وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما. فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، طرف بيد الله وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، وقد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، سألتُ ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهما فهم أعلم منكم. ثم قال: ألستم تعلمون أني أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألستم تعلمون أو تشهدون أني أوْلى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى يا رسول الله. ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، ثم قال: أيها الناس، الله مولاي وأنا مولاكم، فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعادً من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحًب من أحبه وابغض من أبغضه. ثم قال: اللهم اشهد. ثم لم يتفرقا ـ رسول الله وعلي ـ حتى نزلت هذه الآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا). فقال رسول الله(ص): الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي. وكانت لرسول الله عمامة وتسمى السحاب كساها علياً.
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.