أولادي يسألون عن شكل الله ولونه.. ماذا أجيبهم؟

سؤال: يسأل ابني (4 سنوات) باستمرار عن شكل الله ولونه. لم أعرف ماذا أجيبه، ولم أرد أن أنهره. من جهةٍ ثانية، كنا نتحدَّث عن اللانهاية في علم الرياضيات، فقلت لهم إن أحداً لا يستطيع أن يعدّ إلى اللانهاية، فبادرا فوراً بالسؤال: حتى الله لا يستطيع ذلك؟ لا أعلم كيف أجيب أولادي عن تساؤلاتهم عن الخالق وهي كثيرة. أرجو منكم بعض التَّوجيه والنصح.
وجواب الدكتور محمَّد رضا فضل الله، خبير وباحث تربوي ومؤلف: يمتاز الطّفل في سن الرابعة وما بعدها بغريزة حبِّ الاستطلاع، فيزداد لديه الفضول والحشريَّة لأن يعرف كلّ شيء يشاهده أو يسمع عنه، فتكثر أسئلته من أجل التعرف إلى العالم المحيط به، وهذا أمر إيجابي جيّد يدفعنا إلى أن نصبر على أسئلته ونجيب عنها بالقدر الَّذي ينسجم مع المستوى العقلي لديه، وإلا شعر بالإحباط والفشل. وحذار من ردعه وتوبيخه والسخريّة من أسئلته وآرائه، لأن ذلك يؤدي به إلى عدم الثقة بنفسه، وهو أمر غير مستحب على صعيد نمو شخصيَّته المستقلّة.
بالنسبة إلى الأسئلة المذكورة عن الله وصورته وشكله وأفعاله، فهي أسئلة عادية متوقَّعة من طفل يعيش العالم المحوري، فكلّ المعارف يتوصل إليها عن طريق الحوار، فكما يتصوَّر أباه وأمه وأخوته في صورتهم وأفعالهم، كذلك يتصوَّر الله بشكلٍ أكبر. إنها أسئلة عادية متوقّعة من الأطفال، وبخاصة الأذكياء منهم الذين يتمتعون بخيال واسع. وفي هذه الحالة، علينا اتباع أسلوبين معه:
ـ أسلوب الهيمنة على تفكيره، كأن نقول له إنك تتحدث عن الله، والله كبير كبير، فهو الذي خلقنا ورزقنا. إنه ليس مثلنا، فلا يأكل كما نأكل، ولا ينام كما ننام، ولا يلبس كما نلبس، وغداً حين تكبر وتقرأ القرآن، ستجد أنَّ الله مختلف عنا.
ـ أسلوب صرف تفكيره إلى أمر آخر، كأن نقول له إنَّ الله كبير ويحبنا، وقد خلقنا بصورة جميلة. انظر إلى عينيك، وإلى وجهك الجميل، من الذي خلقهم. إنَّ كل ما في هذا الكون خلقه الله لنا، الحلوى، الفواكه، الألعاب... فعليك أن تحبّ الله حتى يوفّقك ويدخلك إلى الجنة.. وهل تعرف ماذا يوجد في الجنة؟
بعد هذه الصّورة الإيجابية عن الله، ننتقل معه إلى أحاديث يحبها، والمهم أن لا ندخل في جدل طويل مع الطفل حول هذه الأسئلة.