تسلَّل الفراغ إلى حياتي ففقدت إيماني

سؤال: فرضت عليَّ ظروف الحياة أن أعيش فراغاً كبيراً، فتسرَّب الملل إلى حياتي، وأصبحت كثيرة الصَّمت. حاولت أن أملأ هذا الفراغ بأيِّ شيء، لكنَّني فقدت الرغبة حتى في إنجاز الأعمال التي كانت محبَّبة إلى قلبي، وقد ترك ذلك تأثيراً سلبياً في إيماني، فقلَّ شكري لله، وساء خلقي، علماً أنني أعرف سبب المشكلة في قرارة نفسي، ولا أملك الحل المناسب لها، فكيف أخرج من محنتي؟
جواب: الدكتور محمود غنوي، معالج نفسي وتربوي وعيادي
أ ـ لم تذكر الأخت مشكلتها، ولم تتطرق إلى الأسباب الحقيقية التي تدفعها إلى هذه الحالة، بل أشارت إلى عوارض لمشكلة تطرح عشرات الاحتمالات.
ب ـ أغلب التشخيص أن لديها عوارض لحالة من الاكتئاب النفسي البسيط، نتيجة لرد فعل على ظروف متعدّدة ومستمرة. وما التراجع في السلوك النفسي والديني والأخلاقي إلا رد فعل على ما حصل! وما حالة الضجر والملل الحالية إلا رد فعل على استمرار هذه الوضعية!
ج ـ توصيات مبدئية:
1ـ الأهم وجود هدف في الحياة تسعى من أجل الوصول إليه، كالدراسة أو العمل، تشعر عند تحقيقه بأنَّها تحقّق ذاتها وترضى عن نفسها.
2ـ الابتعاد عن أيِّ فعل لا ترضى عنه، وإجبار النفس على ذلك، والالتفات إلى أن الله يرى كل شئ.
3ـ عدم ترك الصَّلاة أبداً، وذكر الله حتى لو كانت غارقة في الذنوب من أعلى رأسها وحتى أخمص قدميها.
4ـ عدم البقاء وحيدة، والعمل على التواصل الاجتماعي مع الأهل والأقارب والأصدقاء الصالحين، ويفضّل التواصل مع اختصاصي أو معالج نفسي، للوقوف على حقيقة المشكلة أكثر، ووضع خطوات عملية للعلاج.
5ـ الحفاظ على الصحَّة من خلال الغذاء المنتظم، وعدم تناول الكافيين، وعدم التدخين أو شرب النرجيلة، والابتعاد عن كلّ ما يسبب الأرق، والإكثار من شرب السوائل (الماء، العصير الطبيعي، عصير الفواكه، الحساء)، وتناول الخضار والسلطة.
6ـ المشي كل يوم بمعدل 30 دقيقة، والحفاظ على عادة القراءة بمعدل 15 ـ 30 دقيقة يومياً.
7ـ وعلى الأخت أن تسأل نفسها الأسئلة التالية: أين أنا؟ وإلى أين أمضي؟ وأين أريد أن أسير؟
في الختام، بدلاً من هدر الوقت بالنّدم وجلد الذات، عليها أن تبدأ فوراً بتنفيذ الخطوات أعلاه. والأهم أن تسعى لتحقيق النجاح الذي تريده، وأن تلزم نفسها بالعمل، وأن تبدأ بالسهل منه، وأن لا تتوقف حتى تحقّق ما يتطلَّب الجهد والمثابرة. وعليها أن تتذكَّر أنَّنا سنعيش الحياة مرة واحدة، ولا يمكننا أن نقضي العمر نتحسَّر على ما مضى، فنحن لدينا الحاضر وأمامنا المستقبل، وغداً لدينا الحياة الكبرى بعد هذه الحياة الصغرى.