خطبة الجمعة 8 ذوالقعدة 1434 : الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى : قسوة القلب


ـ (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:74) ـ فطرة الإنسان في خشوع القلب ونبض الحياة فيه، بل إن إنسانية الإنسان تنعكس من خلال الرحمة والتفاعل مع مشاعر الآخرين. فمن أين تأتي القسوة؟
1ـ قال تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً). (المائدة:13) 2ـ علي عليه السلام: (وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب).
3ـ الباقر عليه السلام: (إياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب).
4ـ الصادق عليه السلام: (فيما ناجى الله عزوجل موسى عليه السلام: يا موسى لا تطوّل في الدنيا أملَك فيقسو قلبُك، والقاسي القلب مني بعيد).
5ـ الصادق: (كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب).
ـ وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى تجرد الإنسان من المشاعر وقسوة القلب وتعود إلى سني الطفولة، منها:
1ـ التعلم الاجتماعي، وينقسم إلى تعلم مباشر (الائتمار)، وغير مباشر (الأفلام وألعاب الفيديو)
2ـ الاقتداء والتقليد لاسيما لمن هم قدوة بالنسبة إليه كالأب أو زميل صاحب كارزما
3ـ تعلم إجرائي بأن يلمس نتيجة قسوته بشكل مباشر بحصول نتيجة يعتبرها إيجابية كالشعور بالراحة أو المكسب
4ـ للتنفيس عن عقدة حقارة يشعر بها
ـ وهذه تؤدي إلى عدم تطوّر الضمير عند الطفل، كما تؤدي إلى تراكم التجارب حتى تتحول إلى حالة مرضية مستعصية لتتشكل بالنهاية شخصية معقدة متجردة من كل إحساس.
ـ زين العابدين: (وأما حق ولدك فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره و شره، وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عزوجل والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه).