كيف أستعيد روحانيَّتي


استشارة: تراجع مستواي الديني بشكلٍ كبير مؤخراً. كيف أستطيع استرجاع القيمة الروحيَّة والقدرة على مزاولة المستحبّات؟
وجواب من سماحة الشيخ محسن عطوي: إننا نقدّر رغبتك في السّمو بإيمانك، وفي استعادة المستوى الإيماني الرفيع الَّذي كنت عليه، إذ إنَّ هذه الرغبة نفسها، هي حالة سمو يحبّها الله تعالى، لأنها تصدر عن حالة مراقبة النّفس ومحاسبتها، والعزم على تهذيبها والرقي بها في مدارج الإيمان.
وفي هذا الصّدد، نقول لك: إنَّ الحالة الإيمانيَّة هي من جملة الحالات النفسيّة المحكومة لحركة النفس وتقلباتها، شأنها شأن الحبّ والفرح والحماس وغيرها. والحالات النفسيّة جميعها عرضة للسمو والرقي، وهي في الوقت نفسه، عرضة أيضاً للتراجع والهبوط، إذ ليس لها ثبات على تراجعها حين تتراجع، ولا على رقيها حين ترتقي، ولا سيما حين يعيش الإنسان وضعاً قلقاً ومضطرباً جراء ما قد يعرض عليه من بلاءات هذه الدنيا، كفقد عزيز، أو الوقوع فريسة المرض أو الفقر أو الظلم وغير ذلك، لأنَّ مثل هذه البلاءات تضرّ بالاستقرار النَّفسي، وربما تنعكس سلباً على الحالة الإيمانيَّة في جانب العمل بالمستحبّات خاصّة، دون الواجبات التي يجب المحافظة عليها مهما اشتدَّت المحن.
وعلى العموم، من المهم بقاء هذه اليقظة الروحيَّة، ومن المهم الحفاظ على الرغبة في استعادة حالة الرقي الإيماني، وعلينا إزالة أسباب الفتور العارض مع الإمكان، أو انتظار زوالها، ثم العودة إلى ما كنا عليه تدريجياً بالنَّحو المناسب لدرجة إقبال النفس.