حد الترخص في السفر ـ مطار الكويت تطبيقاً

من المعروف أن المسافر يقصر في صلاته، ولابد من قصد قطع مسافة 44 كم تقريباً كي تكون الصلاة قصراً، ولكن متى يصح منه أن يصلي قصراً؟ أبعد أن يقطع كل هذه المسافة أم بعد أن يقطع مسافة معينة؟ يقول الفقهاء أن المسافر يمكنه أن يصلي قصراً بعد أن يتجاوز ما يسمى بـ (حد الترخص)، وهو عبارة عن مسافة محدودة شرعاً في جميع حالات في السفر، من السفر بالسيارة أو الطيارة أو السفينة وفي تمام الطرقات. وقد ذكر الفقهاء في كيفية تحديدها عملياً عدة طرق:
1ـ إذا وقف شخص في منتهى بيوت البلد في أرض منبسطة وجو صافي و كان يرى المسافر يبتعد عنه تدريجياً إلى أن تحجب عنه رؤيته بحيث لا هو يرى المسافر ولا المسافر يراه، فيتوارى كل منهما عن الآخر فقد وصل حد الترخص.
2ـ إذا لم يسمع المسافر بأذنه الاعتيادي أذان آخر بيوت البلد بصوت طبيعي اعتيادي ـ لا بالسماعات ـ فقد وصل حد الترخص.
3ـ اختفاء جدران المدينة أو آخر بيوتها عن مرأى المسافر.
ولربما اشترطوا تحقق واحدة منها أو أكثر، بحسب اختلاف فتاواهم. ولكن إذا أردنا أن نطبق هذا المعيار على مطار الكويت فإن المطار ـ تحقيقاً ـ يبعد أكثر من حد الترخص، سواء بالنسبة إلى منطقة الفروانية و(الضجيج) أو ضاحية عبدالله المبارك. وهذا يعني أن المسافر (وليس المودِّع أو المستقبِل) يصلي قصراً في المطار. وفيما يلي بعض الاستفتاءات التي توضح المسألة بصورة أكبر.
س: ما هو حد الترخص للمدن الكبيرة؟ ومن أين يفطر أو يقصر المسافر في المدن الكبيرة، من بيته أو من النقطة التي لا يرى الجدران و لا يسمع الأذان من بعدها؟
المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله: آخر بيوت المدينة ومحلاتها هو نقطة إنطلاق المسافر، منها يحسب المسافة بداية ونهاية، ولا فرق في ذلك بين المدن الكبيرة والقرية الصغيرة، أما حد الترخص فيقدر بحوالي كيلومتر عن آخر بيوت البلد ومحلاتها.
س: سافر شخص من موطنه الكويت إلى إحدى المدن في دولة أخرى، وأقام فيها أكثر من (10 أيام) وأتم صلاته خلال تلك المدة، وعند عودته إلى موطنه صلى داخل مطار تلك المدينة، وباعتبار أن مطارها بعد حد الترخص .. فهل تكون صلاته تماماً أو قصراً؟
المرجع الديني السيد علي السيستاني: يقصّر.
س: الميزان في حد الترخص هو سماع الأذان ورؤية جدران المدينة، فهل يجب أن يكون الإثنان معاً أو يكفي واحد منهما؟
المرجع الديني السيد علي الخامنئي: الأحوط رعاية العلامتين، وإن كان لا يبعد كفاية عدم سماع الأذان في تعيين حد الترخص. والميزان هو سماع أذان آخر المدينة من الجهة التي يخرج المسافر منها أو يدخل فيها.
س: شخص قاصد للسفر وذهب إلى المطار وحان وقت الصلاة، فهل يصلي قصراً أو تمام؟ علماً بأن بيوت مدينة الكويت ممتدة ولا تنقطع إلا قبل وصول المطار بـ 4 كيلومترات.
المرجع الديني الشيخ محمد إسحاق الفياض: الظاهر أن هذه المسافة تتجاوز حد الترخص.
س: أين يعتبر حد الترخص بالنسبة للمدن التي لا تشاهد بينها أراضي ميتة، فالمسافر يرى المسافة كلها مزروعة وفيها بعض المقاهي وأجهزة الاتصالات الهاتفية؟ وكذلك ما حد الترخّص في المدن التي تتوسطها قرى وأحياء صغيرة، هل يبدأ من أول المدينة أم منطقة السكن نفسه أم ماذا؟
المرجع الديني السيد صادق الشيرازي: المدار في حد الترخص على خفاء جدران البيوت العادية أو خفاء الأذان بصوت الإنسان دون أجهزة مكبرة. وحد الترخّص بخفاء جدران البلد الذي خرج منه وهكذا خفاء صوت أذانه.
س: هل يصلي المسافر تماماً وهو في طريق عودته إلى بلده؟
المرجع الديني الشيخ محمد محمد طاهر الخاقاني: المسافر يقصر في صلاته حتى يدخل بلده، ولا عبرة بوصوله إلى حد الترخص، وإن كان الأولى رعاية الاحتياط بتأخير الصلاة حين الدخول في البلد أو الجمع بين القصر والتمام إذا صلى بعد الوصول إلى حد الترخص.