خطبة الجمعة 2 شوال 1434 : الشيخ علي حسن : الخطبة الأولى : قدرة الله


(يا بُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَواتِ أَوْ فِي الاَْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)[لقمان:16]
ـ كيف ينبغي لنا أن نفكر بقدرة الله وإحاطته بالأمور كلها في ما نفكر فيه من رزقنا، لنحصل على الثقة به، ولنؤمن بالضمانة الإِلهية في ذلك؟
ـ وكيف ينبغي لنا أن نستلهم من ذلك استيعاب حقيقة العلم الإلهي بالأشياء، وأنه يعلم أكثر الأمور دقّةً، وأشدّها خفاءً، فلا يغيب عن علمه شيء في الأرض والسماء، ما يجعلنا نفكر في عمق المسؤولية ودقتها أمام الحساب الإِلهيّ.
ـ وكيف ينبغي أن نطمئن للإِحاطة الإلهية بنا، في كل ما له علاقة بحفظنا ورعايتنا؟ فنقرأ آية الكرسي مثلاً أو دعاء السفر للحفظ، فيكون عن إيمان وحسن ظن بوعد الله؟
ـ هل ترى صغر الحبة التي لا تكاد تراها بالعين المجرّدة، إلا بجهدٍ وتركيز كبير؟ إن الله قادر في إحاطته المطلقة، أن يأتي بها إليك إذا كانت عنصراً من عناصر رزقك، ليضعها بين يديك، سواء كانت في صخرة سوداء، ضائعة في التراب المجتِمع فوقها، أو في ثغرة من الثغرات الموجودة في داخل تلك الصخرة، أو كانت في السماوات على سعتها وترامي أطرافها، أو كانت في الأرض في سطحها أو عمقها، لأن الله
لطيف، ينفذ علمه إلى كل شيءٍ، فلا يحجبه شيءٌ عن شيء، خبيرٌ بحقائق الأمور.
ـ وإذا كان الله محيطاً بالأشياء بهذا المستوى، وقادراً عليها، فلن يخفى عليه شيء من عمل الإنسان، في ما يخفيه وفي ما يعلنه، مما هو في مكنونات صدره، أو ما هو بارزٌ في ظاهر حياته.. فلنعمّق شعورنا برقابة الله في كل أعمالنا وأقوالنا، وفي كل نوايانا، ولنعمّق ثقتنا في الشدة والرخاء بخالقنا وحافظنا وهادينا والمنعم علينا، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شئ قدراً.