معنى العيد

إذا كان فراق شهر رمضان المبارك مصيبة على المؤمنين في ما يفقدونه ـ بغيابه ـ من بركات وألطافٍ ربانية، فإنّ العيد الذي يأتي بعده يمثل معنى الاحتفال بأداء الواجب وبركاته في معنى الرضوان، وصفاء الفرح الروحي، وانفتاح الإنسان على ساحة المسؤولية الواسعة في مدى الزمن، بعد فترة التدريب على تحمّل الحرمان من موقع الإرادة.

العيد والرحمة
عندما نلتقي بالعيد، فإننا نلتقي بمعنى الرحمة والسلام بعد موسم العطاء العبادي المتمثل بجهد المسلمين العاملين على الاستفادة من كل الأجواء الروحية العابقة بالمودة والرحمة التي يوفرها شهر رمضان المبارك، والذي ينبغي أن تتواصل فيوضاته الروحية والعملية في بقية الشهور ومع امتداد العمر، لنأخذ من الصوم عصارته الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية فنصوم عن الحرام وعن الإثم والظلم في بقية حياتنا، وفي حركتنا العملية على امتداد الزمن.

امتداد العيد
يمكن للعيد أن يكبر ويمتد ويتسع فلا ينحصر في يوم من الأيام أو في مرحلة من المراحل، وإنما ينطلق في الالتزام الروحي الذي يتحول إلى التزام أخلاقي وسياسي وميداني على كل المستويات، وقد قال علي عليه السلام: (إنما هو عيدٌ لمن قبل الله صيامه وقيامه، وكل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد).