السيّد فضل الله.. رائد الوحدة والحوار


نظَّمت مؤسَّسات المرجع الراحل العلامة السيد محمد حسين فضل الله، المؤتمر الأول حول فكر سماحته، بعنوان (رائد الوحدة والحوار)، لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لرحيله، بحضور عديد من الشخصيات الدينية والرسمية والشعبية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك ممثل الصندوق الوطني الكويتي للتنمية السيد نواف الدبوس. وقد تخلل المؤتمر أربع جلسات، الجلسة الأولى تحت عنوان (آفاق الوحدة والحوار)، ترأسها رئيس الجامعة اللّبنانيّة الدّكتور عدنان السيد حسين، والجلسة الثانية تحت عنوان (الحوار الإسلامي المسيحي)، ترأسها المطران كيرلس بسترس، والجلسة الثالثة بعنوان (الإنسان في فكر السيّد فضل الله)، ترأسها السيد محمد الحسيني من العراق،والجلسة الرّابعة بعنوان (الحوار الإسلامي ـ الإسلامي)، وترأسها الدكتور وجيه فانوس، رئيس اتحاد كتّاب لبنان.
مقتطفات من بعض الكلمات:
ـ آية الله الشّيخ محمد علي التسخيري: (من عرف السيّد فضل الله عرف فيه المفكّر الذي يطرح الطّروحات الّتي يقيم عليها الدلائل، وهو المجتهد الحقّ الذي درس على كبار العلماء.. فإذا تمت له عمليّة الاستدلال، راح يصّرح بها دون أن يوقفه أحد.. إنّها حقيقته التي أعلنها دون مواربة، وسواء اتّفقنا معه أو اختلفنا، فعلينا أن نُكبِر هذه الرّوح.. كان صاحب مدرسة فكريّة غذّت الكثيرين بالفكر الأصيل).
ـ فضيلة الشيخ ماهر حمود إمام مسجد القدس في صيدا: (كثير من علمائنا الكبار لم تكتشف لهم قيمة إلا بعد مرور قرون من الزّمن، في يوم ما، ستعود الأمّة إلى هذه الفقرة بالذّات من حياة سماحة السيّد، لأنه إذا اتّفقنا حولها، سنكون خطونا أوّل خطوة في مجال الوحدة الإسلاميّة في المجال الفقهيّ).

ـ رئيس القضاء الدرزي السابق الشيخ مرسل نصر: (نذكر سماحته في كلّ يوم، وبخاصّة في هذا الزّمن الّذي لم يتأسّ الصّغير بالكبير، ولم يرأف الكبير بالصّغير، وأصبح النّاس كجفاة الجاهليّة، لا في الدين يتفقّهون، ولا عن الله يعقلون، ليس فيه شيء أخفى من الحقّ، ولا أظهر من الباطل.. أجل، نذكره ونتذكّر عدله واعتداله في القول والفعل).
ـ مطران بيروت وجبيل (كيرلس بسترس): (ليته يعود، وليت هذه الرّوح تعود إلينا، وخصوصاً في هذه المرحلة).
ـ الدكتور محمد السماك عضو مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات: (كان السيّد فضل الله في كلّ ما قال وكتب، أميناً لله ورسوله، وتحمّل في سبيل ذلك الكثير، وأساء إليه الكثيرون، ولكنّه استمرّ في الخطّ نفسه، داعياً بالحكمة والموعظة الحسنة... لقد وقف حياته من أجل الوحدة الإسلاميّة، ولكن أين هي هذه الوحدة الآن؟ كان رجل حوار ومن طراز نادر، فهو لم ينظر إلى الحوار من برج عاجيّ، بل عاشه وعمل له في السّاحة الإسلاميّة والمسيحيّة، وكان رافضاً للإلغائيّة).
ـ الباحثة في علم الإجتماع السياسي الدكتورة نهلة الشهال أشارت إلى لقائها بسماحة السيّد مرّات عديدة، ودعت إلى إحصاء عدد كلمة (إنسان) في كلمات السيّد وكتاباته، الأمر الّذي له الكثير من الدّلالات والأبعاد، ولفتت إلى مواقفه الدّاعمة للمرأة الإنسان الّتي وقف إلى جانبها، وواجه المجتمع الّذي كان يضطهدها، مشيرةً إلى فتاواه فيما يتعلّق بحقّ المرأة بالدّفاع عن نفسها، الأمر الّذي مثّل جرأةً في الطّرح، وقوّة في الموقف. وقالت: (أعتقد أنّ مسألة الحوار خاضعة لنظرة سماحة السيّد لموقع الإنسان في الدّين والمجتمع؛ فالأصل هو الإنسان، وللمكانة الّتي أعطاها سماحته له.. كان منهج السيّد هو البحث عن كلّ ما يخدم إعلاء شأن الإنسان، انطلاقاً من منطلقاته الإيمانّية والقرآنيّة).