إمام الزمان - جاسم الصحيح - الدمام

ضاق عن عمرك الزمان حدودا
فتساميت عن مداه خلودا
سرمدي الاشراق في أفق قدسٍ
يستمد الوجود منك وجودا
ترقب الكائنات من شرفة الغيب
مفيضا على العوالم جودا
فاذا اجتاحها الظلام تجليت
عليها تشع نجما وقيدا
واذا استامها الهجير سجا قلبك
ظلاًّ من فوقها ممدودا
هكذا تقطع الليالي دفئاً
أريحياً يذيب عنها الجليدا
وصفاءً يؤذيه ان يلمح الأفق
تردى من الضباب برودا
وربيعاً سمح المباهج يغتال
باحسانه الخريف الحسودا
وانطلاقا يمتد عبر التواريخ
فيجتاح في سراه الحدودا
وانتفاضاً يهتز عن ثورة عضبى
تنادي الى النهوض العبيدا
حلمها ان نعيش في دولة الحق
حياة تموج عيشاً رغيدا
يا وليداً سرت بروحي نجواه
الى عالم السماء صعودا
فاقتطفت النقاء من روضة القدس
وأطعمت من جناه النشيدا
فاذا بالنشيد ينهل طُهراً
حين أشدو أنغامه غريدا
فسكبت الحنين في قالب الشكوى
أصوغ الحنين لحناً مزيدا
وأغنيك ما الصباة تمليه
من العتب يشتكيك الصدودا
أنا لم أرفع الشكاوى لعلياك
لأضفي على عناك المزيدا
انما أستثير وجدانك السمح
لعل العتاب يُدني البعيدا
يا أمام الزمان ما أروع الذكرى
توافي الأحباب عيداً سعيدا
طلعت في سماي شمساً من الحب
فرويت من سناها القصيدا
وأدرت الأكواب بين المحبين
بنجواك مترعات سعودا
وكشفت الأستار عن خاطر الكون
لألتاح حلمه المنشودا
فتراءت لي الأماني الشجيات
تنخيك فارساً معدودا
فهنا القفر ينتخي بالينابيع
لتستأصل المحول العنيدا
وهنا الأفق في انتظار دراريه
لتجلو عنه الدياجي السودا
وهنا العز في غيابات مَسراه
يقاسي الآلام والتشريدا
آملاً ان يعيش في ظل علياك
حياةً تموج عيشاً رغيدا
والقوانين شاقها ان ترى الجور
بأغلال عدلها مصفودا
وأطل الجهاد يحتضن النار
حنيناً الى الفدى والحديدا
فالسيوف انتفاضةٌ داخل الاغماد
تضري قوائماً وحدودا
والخيول انطلاقةٌ يحسب
الميدان ايقاع جريهن رُعودا
والفتوحات لهفةٌ نحو اقدامك
ترمي طرفاً وتتلعُ جيدا
فمتى تبسم الحياة باشراقك
فجراً في أفقها موعودا
ما أرق الذكرى تلم من الأحباب
شملاً نهب الشتات بديدا
وتمد القلوب باللهب القدسي
حتى تذيب فيها الحقودا
وتعيد الآمال في مهج الأرواح
بعثاً الى الطِّماح جديدا
ها هنا نحن يحشد العزم منا
عدة ترهب العدى وعديدا
فابتعثنا طلائعاً تحمل النور
الى ظامئ الليالي برودا
وامتشقنا صوارماً تتضرى
كلما استفحل الضراب حدودا
واحتملنا بيارقاً يخفق الحق
بأعلى أطرافها معقودا
هاهنا نحن بالمناحر نختط
عهوداً الولاء تتلو العهودا
سطوات الطغاة عبر الليالي
لم تغير وفاءنا المعهودا
انهم أعدموا الحياة وشقّوا
لجمالاتها العذاب لحودا
سرقوا النور من محيا الدراري
ومن الروض زهره والورودا
عطّلوا الجيد من جواهره الزهر
وأخلوا من الآلي العقودا
نحروا النبر وسط حنجرة الناي
فما عاد يحسن التغريدا
ووقفنا للسيل يمتد ظلماً
مثلما شاءنا الاباء سدودا
نمتطي صهوة الجراح وننقض
على معقل المآسي أسودا
كلما استفحل العذاب عذاباً
راح يستبسل الصمود صمودا
والذي أذهل الجبابر منا
طيلة الدهر واستزاد الحقودا
أن أعناقنا تلاعبُ بالسيوف
وأقدامنا تحز القيودا
أن أعناقنا تلاعبُ بالسيوف
وأقدامنا تحز القيودا