صلة الرحم ـ القسم الثاني

كما ذكرت في الأسبوع الماضي فإن صلة الرحم تصرُّف طبيعي غريزي وجاء الإسلام ليضفي جانباً شرعياً على ذلك من خلال النصوص الكثيرة ومنها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(إن أعجل الخير ثواباً صلة الرحم).
فما الذي يدفع الناس إلى قطيعة الرحم؟ هناك مسببات عديدة وقد تتداخل، ومنها:
1ـ الجهل بعواقب القطيعة، العواقب الدنيوية منها والأخروية من قبيل النقص في الرزق والعمر والخسران في الآخرة وغير ذلك.
2ـ ضعف التقوى، بحيث لا تجد عند قاطع الرحم ذلك الحرج الذي يمنعه من قطع ما أمر الله به أن يوصل.
3ـ الكِبْر والنظرة الدونية للفقير من ذوي الأرحام، أو للمختلف في الانتماء الوطني أو لغير ذلك.
4ـ سوء خلق، أو تكرر سوء تصرف الطرف الآخر من قبيل عدم إبداء الاحترام اللائق بالرحم الضيف، أو التباهي بالممتلكات، أو العتاب الشديد والمتكرر وأمثال ذلك.
5ـ الخلافات المالية لاسيما في حالات التوارث أو المشاركة التجارية.
6ـ الاشتغال بأمور الحياة اليومية بصورة تستهلك كل الوقت وكل الجهد وكل التفكير.
7ـ الحسد، ولا أقصد العين، بل الآلام النفسية التي تتبدّى بين بعض الأرحام نتيجة المقارنة، وما يترتب على ذلك من كلام ومواقف.. وقد قدم الله تعالى وصفة الراحة النفسية في قوله: (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[طه:131].
8ـ الخلافات العائلية الناجمة عن أسباب مختلفة كالطلاق في حالات الزواج بين الأقارب.
9ـ سوء الظن لاسيما إذا تحول إلى حالة مرضية تبعث إلى الركون الدائم إلى الأسوأ في تفسير الكلمات والمواقف، وهو الأمر الذي يفسح المجال للبعض لصب الزيت على النار من خلال النميمة.
10ـ كثرة المزاح، وفي الخبر عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (كثرة المزاح تُذهب بالبهاء وتوجب الشحناء).