الشيخ د. الفضلي في ذمة الله

ولد الشيخ د. عبدالهادي بن ميرزا محسن الفضلي الإحسائي في ليلة العاشر من شهر رمضان المبارك سنة 1354هـ، الموافق للسادس من كانون الأوّل سنة 1935م، في قرية (صبخة العرب)؛ إحدى القرى القريبة من البصرة بالعراق. ونشأ في البصرة نشأةً علميّة دينيّة عالية.
وبعد أن ختم القرآن الكريم لدى كتّاب البصرة، التحق سماحته بالمدرسة الابتدائيّة، وفي الفترة نفسها أيضاً، بدأ الدراسة الحوزويّة، فقرأ على والده بعض كتب النحو والصّرف والمنطق والبلاغة،
وفي سنة 1368هـ، هاجر إلى النّجف الأشرف لإكمال دراسته وله من العمر أربعة عشر عاماً، وأكمل هناك دروس المقدّمات والسّطوح لدى عدد من الأعلام.
وبعد إتقان هذه الدّروس، حضر أبحاث الخارج لدى كبار الأساتذة وجهابذة العلم في النجف، ومنهم: آية الله السيد أبو القاسم الخوئي، آية الله الشيخ محمد طاهر آل راضي، آية الله الشيخ محمد رضا المظفر، آية الله السيد محمد تقي الحكيم، آية الله السيد محسن الحكيم، آية الله السيد محمد باقر الصدر.. وإلى جانب دراسته الحوزويّة، التحق بكلية الفقه في النّجف، وحصل منها على درجة (البكالوريوس) في اللّغة العربيّة والعلوم الإسلاميّة، وذلك سنة 1382هـ.
ثم واصل دراسته الجامعيّة، فالتحق بكلية الآداب بجامعة بغداد، وتخرّج منها سنة 1391هـ بدرجة ماجستير آداب في اللّغة العربيّة، وخلال هذه الفترة، مارس التّدريس في كليّة الفقه. وفي سنة 1391هـ، غادر النّجف الأشرف إلى مدينة (جدّة) في المملكة العربيّة السعوديّة، حيث عيّن مدرّساً لمادّتي النّحو والصّرف في (جامعة الملك عبد العزيز)، وبعد سنتين من التّدريس، ابتعث من قبل الجامعة إلى كليّة دار العلوم في جامعة القاهرة، وتخرّج منها سنة 1396هـ بدرجة دكتوراه في اللّغة العربيّة في النّحو والصّرف والعروض، بتقدير امتياز مع مرتبة الشّرف.
وله في مسقط رأسه في المنطقة الشرقيّة في السعوديّة احترام خاصّ، ومكانة مرموقة، وخصوصاً بين العلماء والمثقّفين، وله مشاركات واسعة في المجالات الأدبيّة والثقافيّة والتبليغيّة في المنطقة، من المحاضرات والنّدوات والمهرجانات الثقافيّة.
مؤلّفاته وتدريسه:
ألّف سماحته العشرات من الكتب، بين تحقيق وتأليف، وتنوّعت بين الكتب الحوزويّة والأدبيّة والفكريّة والشعريّة. وتتلمذ عليه في النّجف كثير من طلبة العلوم الدّينيّة في المقدّمات والسّطوح، وشارك أيضاً في التّدريس في كليّة الفقه ومتوسّطة وثانويّة منتدى النّشر، كما مارس التّدريس فيما بعد في جامعة الملك عبد العزيز في جدّة، والجامعة العالميّة للعلوم الإسلاميّة في لندن. إضافةً إلى أنّه وضع بعض الكتب المقرّر دراستها في المراحل الأولى في الحوزات العلميّة، مثل كتاب (خلاصة المنطق)، و(مبادئ أصول الفقه).
دوره الحركي:
كانت للشيخ الفضلي إسهامات كبيرة في النشاط التوعوي ومواجهة الشيوعية وتيار الإلحاد في العراق أبان وجوده فيها، وقد نشط مع الشهيد السيد محمد باقر الصدر والمرحوم السيد محمد حسين فضل الله وآخرين في هذا الإطار، وغدا الشيخ الفضلي ثقة الشّهيد السيّد محمد باقر الصّدر الذي قال فيه: (ممن يرفع الرأس عالياً، ويشكّل رقماً من الأرقام الحيّة على عظمة هذه الحوزة... وأملاً من آمال الحوزة ومفاخرها).