انشر وإلا ..

تضجّ مواقع التّواصل الاجتماعيّ بكثرة الصّور المنشورة، والّتي تناشد إمّا بالتّعليق عليها أو بإبداء الإعجاب بها، ومن العبارات الّتي تتضمّنها مثلاً: (إذا كنت تحبّ الله ورسوله، اضغط Like)، وهكذا تتكرر الصورة في بعض الرسائل النصية التي يتم تداولها عبر الوتساب، حيث تحذر من عدم النشر، وأنّه لن يسلم من الشرّ أو الضّرر أحد إلا إذا نشرها.. الأمر الّذي يجعل الكثير من المشتركين يقعون في حيرة تخوفاً أو حذراً من الوقوع في المحظور الشرعي. فما هو الرأي الشرعي في ذلك؟
والحقّ يقال، إنّ هذه الكتابات لم يثبت بها نصّ ولا يوجد لها دليل، وهي خرافات وبدع معروفة،
وقد قال المرجع السيّد محمد حسين فضل الله: (ما يرسل من ذلك، إمّا ذكر آيات قرآنيّة، أو أحاديث صحيحة، أو أعمال واردة شرعاً، فهو حسن، لكن لا يلزم على من تصلهم (الضّغط like)، أي أن يعملوا بما يرفق معها من وجوب إرسالها إلى آخرين، والتّحذير من ترك ذلك، فهذا كلّه لا أساس له.
فإنّ الإنسان إن أرسلها ونفع الآخرين فله أجر إن شاء الله تعالى، ولا يأثم بعدم نشرها. أمّا إن كان ما يرسل ليس ثابتاً شرعاً أو وارداً العمل به ونحو ذلك، فلا يجوز نسبته إلى الدّين وإرساله وطلب نشره على هذا الأساس. وإن كان مخالفاً للدّين فيحرم إرساله ونشره. وعلى المؤمنين أن يحملوا وعي الرّسالة وغاياتها، فالغاية من نشر العلم هو الهداية إلى دين الله، وتعريف النّاس الحقّ ونفعهم في أمور دينهم ودنياهم. وتلك الأساليب من التّهويل والضّغط والتّخويف، تجعل من الإنسان الذي يخضع لها آلة فارغة في نقل المعلومات، بينما الهدف هو أن يتفكّر فيها ويتّعظ وينتفع، فيما إذا كانت معلومات صحيحة ومفيدة).