انتبه! الشيطان طوّر أساليبه

لم يعد إبليس فرداً واحداً، بات له جنود وأعوان وأتباع، وقد طوَّر أساليبه فأصبح مؤسَّسات ودولاً ومواقع وجهات.. نجده في السياسة والاقتصاد والاجتماع وحتّى في ساحة الدّين، هو موجود في كلّ متكبّر وطاغية وظالم، في كلّ كاذب ومخادع وداعية انحراف وفساد، نجده في كلّ متعصّب منغلق لا يقبل بالآخر لأنّه آخر ومختلف عنه، نجده في كلّ عامل لبثّ الفتنة والفرقة وإثارة الأحقاد والعداوات، نجده في كلّ مثبط للعزائم ولا يريد للنّاس أن يعملوا للخير...
لا يكفي أن نلعن الشّيطان أو أن نحمّله مسؤوليّة كلّ معاصينا، بل أن نمنع حركته في حياتنا، في حياة أولادنا ومجتمعنا وأمّتنا، أن نوقف مشاريعه، أن نبقى واعين كي لا يغدر بنا، أن نتعوّذ منه بالله في كلّ لحظة: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ)[المؤمنون:97-98].
وما أجمل كلمات الإمام زين العابدين عليه السلام: (أَللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ نَزَغَـاتِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَكَيْدِهِ وَمَكَائِدِهِ، وَمِنَ الثِّقَةِ بِأَمَـانِيِّهِ، وَمَوَاعِيدِهِ وَغُرُورِهِ وَمَصَائِدِهِ، وَأَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فِي إضْلاَلِنَا عَنْ طَاعَتِكَ وَامْتِهَانِنَا، بِمَعْصِيَتِكَ، أَوْ أَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنَا مَا حَسَّنَ لَنَا، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنَا مَا كَرَّهَ إلَيْنَا، وَاجْعَلْ آباءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَوْلاَدَنَا وَأَهَالِينَا وَذَوِي أَرْحَامِنَا وَقَرَابَاتِنَا وَجِيْرَانَنَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ مِنْهُ فِي حِرْز حَـارِز، وَحِصْن حَافِظ ، وَكَهْف مَانِع، وَألْبِسْهُمْ مِنْهُ جُنَناً وَاقِيَةً، وَأَعْطِهِمْ عَلَيْهِ أَسْلِحَةً مَاضِيَةً).