في ذكرى الحوراء زينب - عمار كاظم


زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الكلمة الخالدة في فم التاريخ والصوت المدوي عبر الأجيال والموقف الرائد في عالم الثورة والتحدي للظلم والطغيان والمعلم المتألق في دنيا المرأة والجهاد. زينب عليها السلام أخت الامام الحسين عليه السلام سيد الشهداء ورفيقة جهاده.. الانسانة التي عاشت روح القوة في الاسلام، وقد نشأت وترعرعت في البيت النبوي بين جدها رسول الله صلى الله عليه وآله، وأبيها علي عليه السلام رجل العقيدة والقيم والمبادئ، وأمها فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين عليها السلام.
رسمت زينب عليها السلام معالم شخصية المرأة المسلمة القوية عبر مواقفها الخالدة أمام الاستبداد كله، زينب الانسانة المسلمة القوية التي لم تستطع كل الضغوط وكل الآلام وكل الفجائع وكل المآسي ان تسقط موقفها وأن تجعلها تنسحب من الساحة. عندما نقدِّم زينب عليها السلام الى جانب الامام الحسين عليه السلام نستذكر أمها فاطمة الزهراء عليها السلام الى جانب علي بن أبي طالب عليه السلام والى جدتها أم المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام الى جانب جدها رسول الله صلى الله عليه وآله. زينب التي وقفت وقفة الحق وواجهت الظالمين والطغاة، وأكملت رسالة الثورة التي قادها الحسين عليه السلام ووهبها دمه وروحه لانقاذ الأمة والرسالة وقفت الموقف الشجاع الذي جسد دور المرأة المسلمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقاومة الطغيان والفساد وانطلقت في خطاباتها مقرعة الجبناء المتخاذلين عن نصرة أهل البيت عليهم السلام وتحديها للطاغوت ورفضها للجريمة البشعة التي أقدم الطغاة عليها.
على المرأة المسلمة ان تتعرف على حياة الحوراء زينب عليها السلام لتقف وقفة الحق وتواجه الظالمين والطغاة وتستلهم منها القوة في المواقع التي تفرض عليها ان تقول كلمة الحق.فالسلام على زينب الحوراء وجدها وأبيها وأمها وأخويها ورحمة الله وبركاته.