طفل لقيط

خبر: في إحدى الدول العربية، رفض عددٌ ممن صلّوا على جنازة طفل لقيط في أحد المساجد المشاركة في حمله ودفنه، بعد أن تساءلوا عن صحَّة الصَّلاة عليه، وولّوا مُدبرين، وتركوه خلفهم في المسجد. الأمر الذي دفع أحد المواطنين، وهو موظّف يعمل في البلديّة إلى حمله، وكسب أجر دفنه.
وتعليق: شدَّد الإسلام على حرمة الزّنا، واعتبره من أكبر الكبائر وأقبح الفواحش، وتواترت الآيات والأحاديث الشّريفة الّتي تنهى عن هذا العمل القبيح، وتبيّن ما يلقاه صاحبه من العقوبة والخزي في الدّنيا والآخرة. قال تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)[الإسراء: 32]. وعن الإمام علي الرّضا عليه السلام: (حُرّم الزّنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس وذهاب الأنساب وترك التربية للأطفال وفساد المواريث، وما أشبه ذلك من وجوه الفساد).
وفي المقابل، ركَّزت الشَّريعة الإسلاميَّة على أهميَّة الزواج كوسيلة لتحصين الفروج وصون الأعراض وحفظ الأنساب. ورغم موقف الإسلام من جريمة الزّنا وقبح فعلها وعظيم جنايتها، إلا أنّ الأطفال المتولّدين منه هم ضحايا وليسوا جناة، فلا يجرّمون بذنوب اقترفها الكبار، وعلينا كمسلمين في حال وفاتهم، المسارعة إلى تجهيزهم ودفنهم، وكلّ إنسان يحاسب على عمله؛ فإن كان خيراً دخل الجنة، وإن كان شرّاً دخل النار، وابن الزنا كغيره من الناس من هذه الناحية. قال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ الله أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إلاّ عَلَيْهاوَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْفَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فيهْ تَخْتَلِفُونَ)[الأنعام: 164].
ويقول الفقهاء أن هذا الطفل يُحكَم بإسلامه إن كان لقيط بلد إسلاميّ.. وابن الزّنا كغيره في استحقاق الثّواب والعقاب، وكغيره من المسلمين في الحقوق والواجبات، عدا ميراثه من أبويه وتصدّيه لبعض المناصب الدّينيّة.