كيف نتعامل مع لحظات الندم؟

كثيراً مانقع في أخطاء نعض عليها أصابع الندم. ربما عمل أخفقنا أو فرطنا فيه، أو ذنب اقترفناه، أو حماقة ارتكبناها في حق أنفسنا أو غيرنا، تقودنا للشعور بالحزن والكآبة، والألم والحسرة.
الندم إحساس لا يمكننا تجاهله.. قوي وقاسي.. إذا لم نتجاوزه بسلام، فينبغي أن نستفيد منه، ونوجهه لصالحنا دون أن نسمح له بأن يبدد جمال حياتنا، ويؤثر على مستقبلنا..
عندما يحاصرك الإحساس بالذنب فتذكر قبل كل شئ أن هذا من عمل الشيطان ليحزنك.. يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (وإن أصابك شئ فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا، فإن [ لو ] تفتح عمل الشيطان).
ثم اسأل نفسك: ماذا عساني أن أفعل؟ هل سأعيد الماضي أم هل سأقضي بقية حياتي أبكي على اللبن المسكوب؟ الماضي شئ وانتهى بحسناته وأخطائه.. والعيش بين طياته والتحسر على أخطائه ضرب من الجنون.
بالطبع ليس سهلاً علينا أن ننسى الماضي، ولكن علينا ألا نسمح لأفكارنا القديمة وذكرياتنا الماضية أن تسيطر على حاضرنا.. تفقده بريقه وجماله وتألقه.. نعم.. لا بأس أن نندم على أخطائنا ندماً يردعنا عن تكرار الخطأ.. وليس الندم الذي يحبطنا ويثبطنا ويحزننا.
فلننظر إلى أخطائنا على أنها تجربة مرت تعلمنا منها دروساً كثيرة، لو لم تحصل لما تعلمناها.. فقد يكون الندم على ما مضى دافعاً لإصلاح المستقبل.
حاول أن تعقد صلحاً مع نفسك.. سامحها على كل ما اقترفت، وابدأ معها صفحة جديدة، تتجاوز فيها أخطاء الماضي، وسطرها تألقا ونجاحاً.
ارم كل شئ خلفك وسر للأمام ولا تلتفت أبداً إلى فشل الماضي، بل استشرف تألُّقَ المستقبل.. وتذكر أنه ليس عيباً أن تخطئ، بل العيب أن تستمر في خطئك.. سر قُدماً ولاتلتفت إلى الخلف.. فأنت ابن اليوم، وما ماضيك إلا درس لحاضرك.
لازالت هناك فرصة.. ما دامت الشمس تشرق والقلب ينبض والذنب يُغفر والحياة تسير.. لا تزال هناك فرصة ما دامت الصحائف لم تطوَ والأقلام لم تُرفع والأعمال لم تُختَم.. وتذكّر أن الحسنات يذهبن السيئات..