علاقة الجنّ بالإنسان

سؤال: هناك أشخاص يدّعون رؤية الجن، إضافةً إلى اعتقادهم أنّ الجنّ قادر على إلحاق الأذى بالآدميّين؟ فما مدى صحة ذلك؟ كما أنّ العديد من النّاس يؤمنون أنّ (السحر الأسود : الكتيبة) قادرة على إلحاق الأذى بالنّاس؟ فهل للجن علاقة بذلك؟
جواب: الجنّ من المخلوقات الّتي تشاركنا الوجود، ونشترك معهم في الدّين والتّكليف، وهم يختلفون عنّا تكوينيّاً، ولا توجد علاقة مباشرة بين عالم الإنس وعالم الجنّ، ولم تحدث علاقة مؤكّدة إلا في زمن النبيّ سليمان عليه السلام، حيث نصّ القرآن الكريم على استخدام سليمان للجنّ في أعماله. أما ارتباط نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهم فلا دلالة في سورتي الجن والأحقاف على أكثر من أنهم استمعوا إلى القرآن الكريم، وعرفوا بنبوته صلى الله عليه وآله وسلم، وأن الله هو الذي أخبر النبي بشأنهم، لا أنهم اتصلوا بالنبي محمد وسألوه وآمنوا على يديه أو ما شابه ذلك.
وأمّا ما يدعى غير ذلك من التّواصل مع الجنّ، وخصوصاً استخدامهم في أعمال نافعة أو ضارّة لها علاقة بما يعرف بـ(الكتيبة) أو السّحر الأسود، وما أشبه ذلك، فهو أوهام وأباطيل، ولا صحّة لما يقال عنها، كما أنّه ليس لهذه الأعمال تأثيرات ضارّة أو نافعة فيمن تعمل من أجله، فإنّ الإسلام دين العقل والواقعيّة، وقد أمرنا الله تعالى بدراسة الأمور الّتي حولنا والتعرّف إلى قوانينها، لأنّ الأمور لا تجري إلا بأسبابها ضمن القوانين الّتي أودعها الله تعالى فيها، فمثل المرض لا يشفى إلا بالدّواء، والغنى لا يكون إلا بالعمل، والسّعادة لا تكون إلا من خلال الحكمة في التصرّف، وهكذا.