البطنة

هاي وايكومب:
لا تزال مدينة هاي وايكومب من مقاطعة بوكينغامشير في انكلترا تمارس عادة قديمة منذ عدة قرون وتدعى رتبة التقبين، ففي بداية كل شهر مايو من كل سنة يجتمع في الساحة العامة حاكم المدينة وزوجته ومساعده وزوجته وسكرتير الحاكمية وأعضاء المجلس البلدي، حيث يوزنون كل بدوره ليعرف الناس إذا كان حكام المدينة قد سمنوا على حساب الشعب!! كانت هذه الرتبة السنوية قد أُلغيت في القرن السابع عشر حين تسلم (كرومويل) وعصبة المتزمتين الحكم، غير أنها أُعيد إحياؤها مع مطلع القرن التاسع عشر.
الملك فاروق:
يقال أن آخر ملوك مصر فاروق كان مشهوراً بشراهته في الأكل والبذخ الذي كان يحيط به نفسه، و كان يزن أكثر من مائة وثلاثين كيلوغراماً، ومات عن سن خمس وأربعين سنة شهيد بطنه بعد تناوله وجبة أكثر من سخية في مطعمه الروماني المفضل.
البطنة والفطنة:
العلم النافع المقرون بالعمل يحتاج إلى فطنة ونباهة وسرعة بديهة، فالغالب أن الإنسان إذا شغل أجهزته الداخلية بكثرة الطعام والشراب فإن ذلك سيخفض من تفكيره وبالتالي لا يمكن أن يحرز المطلوب من العلم والعمل، كما يؤدي إلى كثرة النوم والاسترخاء!
ولقمان في نصيحته لابنه يقول: (إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة)، والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلوب تموت كالزرع إذا كثر عليه الماء)، وفي حديث آخر: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان ولابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه)، ويقول الإمام علي عليه السلام: (ما خُلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همُّها علفها، أو المرسَلة شُغلها تقممها، تكترش من أعلافها وتلهو عما يُراد بها، وكأني بقائلكم يقول إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان، ألا وإن الشجرة البرية أصلب عوداً والروائع الخضرة أرق جلوداً والنباتات البدوية أقوى وقوداً وأبطأ خموداً)، وقال في موارد أخرى: (إذا مُلئ البطن من المباح عمي القلب عن الصلاح.. لا فطنة مع بطنة.. إدمان الشبع يورث أنواع الوجع.. بئس قرين الورع الشبع).