12/12/2012


خبر: كثير من سكّان العالم كانوا قد ضبطوا مناسبات زواجهم وقراراتهم المصيريَّة، لتتناسب مع هذا التاريخ، حتَّى وصل الأمر بالبعض الآخر إلى تلاوة الصَّلوات خوفاً من نهاية العالم عند منتصف اللّيل. 12/12/2012، تاريخ لن يتكَّرر إلا بعد مئة عام من الآن، بالرّغم من وجود تاريخ يوازيه في الأهميّة، إنْ لم يكن يتفوّق عليه من ناحية رمزيّته، وهو 20/12/2012، الَّذي تتناسق فيه الأرقام مكرّرة لتاريخ العام الحالي مرّتين.
وتقول الأسطورة القديمة إنَّ العام 2012، سيشهد نهاية العالم، وتحديداً في 21 كانون الأوّل، وفقاً لمعتقدات شعوب "المايا" المنقرضة، لكن بعض الخرافات الّتي تتعلّق بهذا اليوم، أثّرت في العديد من سكّان الأرض. ومن أبرز الأحداث الّتي حدثت في يوم 12/12، تنظيم حملة المليار مستغفر، ردّاً على ما يُقال بأنّ نهاية العالم قد تكون في هذا التّاريخ، إذ أطلق ناشطون على موقع التّواصل الاجتماعي "فايسبوك"، حملة تحت شعار: "المليار مستغفر"، بهدف الحصول على أكبر عدد من المؤيّدين.
كذلك، أعلن موقع "غوغل"، أنَّ تاريخ 12/12/2012، سيعتبر يوماً رسمياً لـ«الإنترنت بالعربي»، إضافةً إلى ما سيتمّ الإعلان عنه بشأن الفعاليات المقرّر تنظيمها مع الشركاء لمناسبة هذا اليوم، وذلك لتشجيع روّاد الشبكة على إثراء المحتوى الرّقمي العربي.
أمّا في روسيا، فأعلنت السّلطات أنَّ أكثر من ألف زوج عقدوا قرانهم في هذا التّاريخ في موسكو، حيث قالت متحدّثة باسم أحد مكاتب التَّسجيل في موسكو، إنَّ "اليوم السحريّ لهذا العام يصادف في يوم الدّستور الروسي، وقد تقدّم قرابة 1012 زوجاً بطلبات للزّواج في مكاتب التَّسجيل في هذا التّاريخ.
وفي أبو ظبي، طلبت سيّدات على وشك الولادة من الأطبّاء المشرفين عليهن، إجراء عمليّات قيصريَّة ليضعن حملهن، وليبصر أطفالهنّ النّور في 12/12/2012. وبلغ عدد المواعيد المحدّدة لإجراء عمليّات قيصريّة نحو 21 موعداً، إضافةً إلى حالات الولادة الطّارئة والولادات الطبيعيَّة.
وتعليق: الاعتماد على تواريخ معينة بأنها ستجلب الفأل الحسن أو غيره أمر غير عقلائي ولا شرعي، حيث أن من واجبات الإيمان وكمال التّوحيد، أن يحسن العبد المؤمن الظنّ بالله ربّ العالمين، وتفويض الأمور كلّها له، واجتناب البدع والخرافات والخزعبلات، لأنها تجلب له القلق والحيرة والخوف غير العقلائي. وما نراه اليوم من انتشار ظاهرة البحث عن المستقبل في عوالم الغيب والتَّنجيم، سواء من خلال تناسق الأرقام المعينة أو من خلال علم الفلك والتنجيم، لا أساس له من الصحة، قال تعالى: (قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ)(النمل: 65)، (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ)(الأعراف: 188).
إن الخرافة لا تمثّل حقيقة ولا ترتكز على علم أو دليل، وإنما تتحرك في نطاق مصادرة العقل، ومن خلال بعض الأوهام التي ينسجها الخيال الإنساني، وهي تنتشر في المجتمعات حيث ينتشر الجهل، فالمجتمع الّذي يأخذ بأسباب العلم تهجره الخرافة، أو تعيش في مساحات ضيّقة ومحاصَرة منه.